ربما تكون من مفاجآت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه «شديد الغيرة» لدرجة أنه لم يصطحب زوجته سيدة فرنسا الأولى سيسيليا - خلال قضائهما الإجازة في أميركا - إلى حضور مأدبة غداء مع نظيره الرئيس الأميركي جورج بوش السبت الماضي.

وربما كانت المفاجأة قوية على بوش وعائلته الكريمة الذين لم يستطيعوا هضمها، فما كان من الرئيس الفرنسي إلا أن تدارك الأمر معتذرا بالقول ان زوجته تعاني التهابا حادا في الحلق، فيما كانت عدسات المصورين تلتقط صور لسيسيليا تتسوق مع صديقاتها في ذلك الوقت. هذا الموقف أرغم سيدة أميركا الأولى لورا بوش على أن تلوذ بالصمت طوال المأدبة، وأن تسعى جاهدة الى ابقاء الابتسامة ماثلة على وجهها بغية رفع الحرج عن الجميع.

أما الصحافة الفرنسية فإنها تعاملت مع الموقف بشكل جدي، فصحيفة «شارين ليبريه» قالت في افتتاحيتها «سيتهمنا الناس بلا شك اننا نهوّل من شأن غيابها في هذه المناسبات، إلا أن غياب سيسيليا كاد يتسبب في مشكلة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وفرنسا».

ففي الوقت الذي يمتنع ساركوزي عن اصطحاب زوجته لمأدبة بوش مخافة ما يراه من حفاوة بالغة يبديها نظيره تجاه ضيوفه - خصوصا السيدات - فإنه يدفع بزوجته بمفردها إلى العاصمة الليبية (طرابلس) في وساطة للإفراج عن خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني كانوا سجناء في ليبيا.

فالسياسة لدى هؤلاء الكبار تحدد المواطن المناسبة لتوظيف زيجاتهم فيما يخدم مصالحهم، والمواطن التي ينبغي ألا يظهرن فيه، مخافة التورط في حماقة لا داعي لها!.