في كلّ عام تجبرنا بطولتا التعارف والمملكة للناشئين على توجيه رسالة إلى المؤسسة العامّة للشباب والرياضة، والاتحاد البحريني لكرة القدم للنظر في الأصوات المطالبة باعتماد دورة التعارف كإحدى المسابقات التابعة للاتحاد، وتحويلها إلى دوري الدرجة الثالثة.
بصراحة هذه المطالب منطقية جدا، وبالإمكان طرحها كأحدى الحلول وليس جميعها التي نستطيع من خلالها تطوير كرتنا، فبطولة التعارف مثلا يشارك فيها أكثر ما يقارب 16 فريقا، وهي مخصصة للكبار، وبطولة المملكة أيضا يشارك فيها 16 فريقا للناشئين، وبطولة عالي والتسهيلات يشارك فيها 16 فريقا في فئة الشباب، وهذا يعني أن لدينا في كل فئة أكثر من 300 لاعب غير مسجلين في كشوفات الاتحاد البحريني لكرة القدم، وهذه الشريحة الكبيرة من اللاعبين والمواهب تنتهي صلاحيتها من دون أن يستفاد من إمكاناتها وخدماتها، ومن ثم نلقي باللوم على قلة عدد اللاعبين المسجلين في الاتحاد عند إخفاق المنتخبات.
ببساطة شديدة هناك لاعبون مغمورون في القرى، ويملكون إمكانات لاعب كرة القدم من الناحية الجسمانية والفنية، والأندية حتى الآنَ عاجزة عن اكتشاف هذه المواهب أو ربما تجد صعوبة في إقناعها بالانضمام إليها بسبب التكوين السكاني واندماج اللاعب مع فريق قريته وعدم رغبته في الذهاب مع أي نادٍ آخر.
هذه المواهب يجب أن تتاح لها الفرصة في منافسات رسمية تستطيع أن تعلن عن نفسها، وتتيح الفرصة لمدربي المنتخبات الوطنية إلى البحث في رقعة أكبر وأوسع من اللاعبين والاستفادة من هؤلاء اللاعبين وتجربتهم مع المنتخبات الوطنية.
وبنظرة إلى عمر دورة التعارف نجد أنه أسدل الستار على نسختها الـ 25، أي أن هناك أجيالا كثيرة مرّت على جميع الفرق خلال هذه السنوات لم يتم الاستفادة منها ولو بحثنا جيّدا بين تلك الأجيال سنجد مالا يقل عن 10 لاعبين على الأقل في كل جيل يمكن ضمهم للمنتخبات الوطنية.
وبإمكاننا أنْ نعطي مثلا حيّا على أهمية هذه الأندية في إبراز اللاعبين هو لاعب نادي النجمة رضا حسن الذي جلبه النجمة من فرق إحدى القرى وأسرع ماتشالا في ضمه إلى المنتخب الأولمبي من أول مباراة شاهده فيها نظرا إلى الإمكانات التي يتمتع بها.
وهناك لاعبون كثيرون على شاكلة رضا وعلاء حبيل ومحمد حبيل وحسين علي بيليه وسيدمحمود جلال وغيرهم من اللاعبين الذين تخرجوا من فرق القرى، لكن الأهم هو أنْ نعطي هؤلاء الفرصة للظهور والبروز وإعطائهم الحافز للوصول إلى المنتخبات الوطنية وسيكون هذا حلا مثاليا بدلا من التجنيس الذي لم يفدنا بشيء.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1805 - الأربعاء 15 أغسطس 2007م الموافق 01 شعبان 1428هـ