العدد 1803 - الإثنين 13 أغسطس 2007م الموافق 29 رجب 1428هـ

حقوق اللاعبين

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

اللاعبون المواطنون في الأندية المحلية هم الأقل حقوقا في الحلقة الرياضية المحلية، إذ لا قوانينَ تحميهم ولا مردود ماليا لما يبذلونه في الملعب وما ينفقونه من وقت في التدريب والمباريات.

وأمام تعقد الحياة العصرية وازدياد المسئوليات والارتفاع المطرد في الأسعار، يجد اللاعب المحلي نفسه حائرا وسط زحام متطلبات الحياة بحيث أصبح عاجزا عن مجاراتها أو مماشاتها على أقل تقدير.

ممارسة الرياضة سابقا تختلف كثيرا عن ممارستها في الوقت الحالي، ففي السابق كانت الرياضة هواية في الأساس، وكان لقيم الولاء للمنطقة والقرية والنادي المحفز الأكبر للعب والمشاركة في وقت كانت فيه الحياة بسيطة وكان وقت الفراغ فيها طويلا بحيث يمكن للرياضي التدريب واللعب والسهر في النادي أيضا!

سابقا لم يكن أحد يتحدث عن المادة والمردود المادي للرياضة، كما لم يكن الكثيرون يتحدثون عن الاهتمام والمتابعة الإدارية لأن اللاعبين كانوا موجودين في الملعب في ظل وجود الإدارة أو عدم وجودها.

هذا الوضع تغيرا كثيرا مع تسارع وتيرة الحياة في الوقت الذي مازالت فيه عقول البعض متجمدة على زمن طويل مضى من غير رجعة إذ لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

هذه العقول المتجمدة تدير بعض القطاعات الرياضية في العام 2007 بعقلية العام 1970 من دون أي تغيير في الرؤى والاستراتيجيات أو في طريقة النظر إلى الأمور.

ما كان يعتبر في السابق عيبا أصبح اليوم حقا من حقوق اللاعبين البسيطة التي لا تجد من يحميها أو يتبناها أو من يدافع عنها؛ لأن الجميع يريد الاحتفاظ بمواقعه على حساب هؤلاء اللاعبين.

لذلك كان لزاما على اللاعبين أن يأخذوا المبادرة بأنفسهم ويدافعوا عن حقوقهم ويطالبوا بها، ويعززوا مطالباتهم بخطوات ضاغطة على إدارات أنديتهم التي يجب عليها هي الأخرى أن تضغط على إدارات الاتحادات والمؤسسة العامة للشباب والرياضة لتوفير أبسط الحقوق لهؤلاء اللاعبين بدل الوقوف بوجههم وافتعال الأزمات في صفوفهم لتفريقهم وبالتالي سهولة السيطرة عليهم!

اسطوانة غياب الموازنة وضعف المردود المادي لم يعد من الممكن الاستمرار فيها إلى الأبد، فإلى متى سنظل نتحجج بالموازنة في الوقت الذي ننشد فيه التطوير الرياضي وفي الوقت الذي تغير فيه الواقع الرياضي في مختلف الدول المجاورة لنا وفي مختلف أنحاء العالم حتى في أكثر الدول فقرا في أواسط إفريقيا، حيث للاعب حقوقه وعقده الموقع الذي يؤمن له مستلزمات الحياة؟

الرياضيون لهم حقوق يجب أن يطالبوا بها بكل قوة من دون خوف أو وجل وعليهم أن يضغطوا لأجل فرض واقع جديد تضمن فيه حقوقهم حتى يمكن لمسيرة الرياضة في البلاد أن تستمر.

فأزمة لاعبي نادي الشباب وأزمات غيرها سابقة ولاحقة ما هي إلا بداية طريق التصحيح للوضع الرياضي المترهل الذي تهضم فيه حقوق اللاعبين الذين مازالوا يغازلون بعبارات الولاء وخدمة المنطقة في الوقت الذي تحول فيه البعض إلى «مليونيريه»؛ بسبب الرياضة ويطالبون غيرهم بالولاء وحب النادي والتضحية من أجله!

لاعبو الأندية والمنتخبات من حقهم الطبيعي الحصول على مكافآت وحوافز مالية تتناسب مع الوقت الذي يقضونه والجهد الذي يبذلونه في التدريب والمباريات، وهذه أقل حقوقهم حاليا؛ لأن زمن اللعب «ببلاش» ولى من غير رجعة.

اللاعبون لا يطالبون برواتب تغنيهم عن وظائفهم وإن كان ذلك من حقهم ولكنهم يطالبون بمكافآت بسيطة شهريا بحيث إن راتب مدرب واحد للفريق الأول كفيل بتغطية مكافآت عشرة لاعبين أو أكثر.

فكما أن المدرب والإداري الذي يحصل على «الرزه» دورهما مهم فإن للاعب دوره الأهم ومن دونه لا يمكن للمدرب أو الإداري أن يعمل، فاللاعب هو الأساس الذي من أجله تبنى المنشآت ويجلب المدربون ويعمل الإداريون ولكنه في الحقيقة الأكثر تعرضا للظلم والتجني وهضم الحقوق في الوقت الذي يتنعم فيه الآخرون بحقوق اللاعبين المهضومة، فأي عدالة رياضية هذه؟

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1803 - الإثنين 13 أغسطس 2007م الموافق 29 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً