واصل الدب الروسي تحديه القوى الأوروبية وأميركا على حين تتصاعد المخاوف من الحرب الباردة التي بات اشتعالها أمرا محتما.
فبينما تصعّد موسكو إجراءاتها العسكرية التي باتت تثير مخاوفا وقلقلا لدى مؤيدي واشنطن في الوطن العربي، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني وخصوصا بعد أن اتفقت روسيا مع سورية على إنشاء قاعدتين عسكريتين على الأراضي السورية، مقابل إلغاء الديون المستحقة عليها لموسكو. وعلى ما يبدو فإن للدب الروسي نوايا مكتومة، والظاهر أنه ينوي الإطاحة بقدرة واشنطن الاقتصادية على حين تستمر الصين، حليفتها القوية، في الصعود باقتصادها. ذلك في خطوة أولى لإفشال خطط الأمركة الاستعمارية الهادفة إلى السيطرة على موارد الطاقة.ويتجلى المخطط الروسي للملأ بخلق حرب باردة يكون الهدف الرئيس فيها خلق إرباك في الأسواق المالية العالمية، وخصوصا سوق أسواق الأسهم التي تؤثر فيها التقلبات السياسية بشكل كبير، وهذا ما بدا جليا خلال الأيام الماضية. وذلك ما يؤثر سلبا على الاقتصاد الأميركي. والخطوة الثانية تكمن في استغلال الانشغال العسكري الواسع للقوات لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بقضايا الشرق الأوسط، ليتوسع الجيش الأحمر في الشمال مثيرا بذلك الذعر في أوروبا والقارة الأميركية الشمالية، مفسحا المجال أمام بكين للتوسع وفرض سيطرتها في شرقي آسيا، بعد أن تتم خططها الإنمائية الاقتصادية.
وبذلك تستمر خطط قلب الموازين وإعادة النصاب إلى القوى التي تعتبر بناها فتية مقارنة بما تعانيه شيخوخة الولايات المتحدة مع بداية زوال سيطرتها العالمية.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1802 - الأحد 12 أغسطس 2007م الموافق 28 رجب 1428هـ