لماذا صمت النواب الأفاضل عن مشروع إعانات المتزوجين؟ فقبل سنتين أو ثلاث سرت شائعة بين الناس مفادها أن الحكومة ستقدم إعانات تقدر بنحو ألفي دينار لكل من يقدم على الزواج، لكن في المقابل لم نر شيئا من هذا الموضوع قد تحقق، وهذا ما يحدث من السادة النواب عادة، فالمقترحات كثيرة لكن على أرض الواقع لا شيء، وليسوا الملامين وحدهم طبعا.

البحرينيون مساكين حقا، فهم يسري عليهم قول القائل «صبرت حتى مل الصبر من صبري»، فالشاب في مقتبل العمر لا يرى مسكنا لائقا له، ولا يتمكن من أن يوفر متطلبات الزواج، عدا ذلك لا يجد فرص عمل مناسبة - حتى وإن تقدم إلى جهة ما فسترمي أوراقه في الزبالة كما حدث أخيرا في عالي- فأينما تريد من البحريني الفقير أن يذهب، جميع الأبواب موصدة أمامه.

أرى أن تزيد تراخيص عدد المقاهي كما تريد البحرين أن تزيد عدد تراخيص الأسمنت لحل مشكلة ارتفاع أسعار مواد البناء لكي يرى الشباب مكانا يجلسون فيه وينفقون أموالهم القليلة عليه فلا شيء تشتريه هذا الأموال!

في الإمارات، التي ربما حري بنا أن نصفها بأرض الأحلام الخليجية، أنشأت الدولة صندوقاُ يمنح الراغبين في الزواج منحا مالية تصل إلى 70 ألف درهم، والإمارات توفر صالات الأفراح بالمجان مع الأكل وكل شيء، يعني ما على المعرس إلا أن يستقل سيارته فقط ويذهب مع عروسه إلى البيت! كما يقدم هذا الصندوق دعما حتى للزيجة الثانية بهدف خفض مستويات العنوسة وتشجيع الزواج.

لا نريد أن نقارن أنفسنا بالآخرين ونحن نفتهم بعض الظروف الخاصة بنا، لكن ألا يستحق البحريني ألفين دينار أو ثلاثة آلاف دينار على الأقل لكي يكمل نصف دينه؟! فربما لن نجد في كل مرة فاعل خير من قطر أو الكويت أو الإمارات أو من فاعلي الخير في البحرين لكي يكفلوا المتزوجين ويدعموهم.

آلاف الدنانير، بل الملايين تنفق على الدورات الرياضية وعلى اللاعبين المحترفين من كل دولة، وترى الشركات ترعى بأموالها وإمكاناتها الفعاليات الرياضية، فإذا كانت الرياضة استثمارا في تنشئة الشباب وخلق شباب قوي وقادر، أليس الزواج استثمارا في الشباب وحفظا لأمن للمجتمع؟