على مدى حلقتين من البرنامج الرياضي الجماهيري «بروح رياضية» الذي تبثه اذاعة بي بي سي البريطانية مباشرة كل يوم خميس تم فضح عملية التجنيس الرياضي الدائرة في البحرين من خلال حلقة عنوانها «التجنيس الرياضي في الوطن العربي»!
هل لكم أن تتصوروا أن اذاعة معروفة وعريقة تتناول عرض مثل هذه القضية السيئة الذكر ويشارك فيها الآلاف عبر الاتصالات الهاتفية المباشرة والرسائل الالكترونية، ويصب المشاركون العرب من جميع أنحاء الدول العربية والمقيمين في الدول الأجنبية تركيزهم على التجنيس الرياضي الذي يتركز على البحرين وقطر! فهل هذه صورة حضارية ودعاية اعلامية جيدة لمملكة البحرين؟!
وعلى مدار الحلقتين والانتقادات والملاحظات التي يبديها المشاركون في البرنامج كان الخجل يعترينا لكثرة ما تردد اسم البحرين، وكم تمنيت لو أن القائمين على مشروع التجنيس الرياضي العشوائي في البحرين استمعوا لهذا البرنامج لعل وعسى...!
ولأن الحديث عن هذا الموضوع شبع بحثا محليا منذ 3 سنوات، ودائما ما يفسره القائمون عليه بأن المعارضين يحملون أهدافا ورؤى غير رياضية... فهل هؤلاء الآلاف من مختلف الدول العربية ضد البحرين أيضا!؟
ومن بين الكلام الكثير الذي طرح خلال البرنامج نقتبس بعض الكلمات... إذ قال مقدم البرنامج المغربي محمد الهرماسي انه اذا كانت الحجة في التجنيس حجم مساحة وعدد السكان، فكيف استطاعت دولة صغيرة مثل ترينيداد وتوباغو الفوز على البحرين التي لديها مجنسون في ملحق مونديال 2006؟
ومن الكلمات أيضا... غريب أمر البحرين ففي كأس آسيا 2004 لم يكن لدينا محترفون ومجنسون وحققنا المركز الرابع فيما اختلفت الصورة في كأس آسيا 2007 بعد الاحتراف والتجنيس فخرجنا مبكرا بصورة باهتة!
وعن مشاعر مشارك بحريني عندما سأله المذيع عن انتصارات المجنسين في ألعاب القوى فقال: «لا نشعر بطعم لهذه الانتصارات، حتى عندما حقق العداء رشيد رمزي ذهبيتين في بطولة العالم الأخيرة، أما بالنسبة لمنتخب القدم فنحن ظللنا نتقبل هزائم منتخبنا على مضض لسنوات طويلة لكننا لا نشعر بحلاوة الانتصارات عندما تحقق بأقدام المجنسين!».
ومشارك من الأردن يقول ان الاردن فقيرة بامكاناتها المادية لكنها غنية بأبنائها وروحهم الوطنية فلن ترى منتخبا أو فريقا أردنيا يضم لاعبا مجنسا.
ومشارك آخر يقول ان اللجوء إلى التجنيس دلالة على عجز المسئولين عن العمل والقدرة على وضع الخطط لاكتشاف وصقل المواهب والكفاءات الرياضية ليذهبوا إلى الحلول السريعة والسهلة بتجنيس الرياضيين من الدول الفقيرة؛ ليحققوا انجازات يتفاخر بها هؤلاء المسئولون عند تحقيقها امام القيادة العليا ووسائل الإعلام!
ويطول الكلام عن التجنيس في البرنامج لكننا نقول انه إذا كان التجنيس تجربة بمرارتها فإنها لابد أن تخضع إلى التقييم بعد مرور نحو 3 سنوات على انتشارها وقياس ايجابياتها وسلبياتها، لكن المشكلة أن هذه الآفة اتخذت بقرارات فردية والقضاء عليها يبدو أنه يحتاج إلى قرارات من الأفراد أنفسهم!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1801 - السبت 11 أغسطس 2007م الموافق 27 رجب 1428هـ