التصريحات، والتصريحات المضادة التي أطلقها عضوا مجلس النواب، لهي على جانب كبير من الخطورة، لا يجب السكوت عنها أو تبريرها فنحن شعب واحد متسامح وموحد، ولا يجوز لنا اتهام الآخرين من دون دليل واقعي ملموس.

إن التهمة الخطيرة التي أطلقها أحد أعضاء مجلس النواب تجاه أحد زملائه في المجلس، فيها الكثير من التسرع في الحكم، وتفتقر إلى الدليل والبرهان الصحيحين.

يضاف إلى ذلك أن مثل هذا الاتهام من شأنه أن يحدث فجوة عميقة بين أبناء شعب البحرين المتحاب، بدل أن نسعى بكل السبل إلى توحيده، إذ إن ما يجمع هذا الشعب أكثر مما يفرقه، وعلى افتراض صحة الاتهام فلا ينبغي أن «ننبش» الماضي ونثير النعرات الطائفية، خلاف المطلوب منا وهو السعي بكل ما أوتينا من حكمة إلى توحيد شعبنا، وأن نعمل - كنواب - على إشاعة جو المحبة والأخاء بين أعضاء المجلس من جهة، وبينهم وبين شعب البحرين من جهة أخرى. جدير بمن لديه معلومات - تاريخية - من هذا النوع أن يحتفظ بها لنفسه، لا أن يرشق بها الآخرين، وهو يحسب أنه يحسن صنعا. إن شعبنا وضع ثقته فيكم - أيها النواب - وأوصلكم إلى قبة البرلمان، وهو يتطلع إلى جهودكم البناءة في لم الشمل وجمع الكلمة، كلمة التوحيد التي ننشدّ إليها جميعا ونطبقها في حياتنا اليومية.

أيها الأخوة النواب اتقوا الله في شعبكم، وحدوا كلمته، واجمعوا شمله باقوالكم وأفعالكم وقراراتكم، لا تجاملوا أحدا في هذا الجانب، وأجعلوا مصلحة الوطن فوق كل مصلحة، انبذوا المزايدات الكلامية والكلمات التحريضية، واجعلوا نصب أعينكم مصلحة هذا الشعب الواعي المدرك لما يراد له في حاضره ومستقبله.

أيها الأخوة النواب، اصغوا لما يقوله الإمام علي (ع) وطبقوه في حياتكم العملية «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وراقبوها قبل أن تراقبوا».

أيها النواب الإعزاء كونوا دعاة بناء، بدل أن تكونوا معاول هدم، اثبتوا لشعبكم العظيم أنكم أهل لثقته، وجديرون بحمل رايته الداعية إلى التسامح والوحدة.

نوابنا الكرام إننا نربأ بكم أن تكونوا صدى لأصوات هنا وأصوات هناك، تدعو إلى الفرقة ونبذ التسامح والمحبة، عليكم أن تحققوا ذلك بكل سرعة ممكنة، وإلا فإنكم حقيقون بالقول المأثور: «الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها».