عندما يخطئ طفل صغير خطأ عظيما نرى والديه يعنفانه ويعاقبانه بكل الوسائل المتاحة لردعه وتأديبه كي لا يعاود الكرة. فالعقاب أو المحاسبة في حال الخطأ ، الوسيلة الأسلم لردع الطفل عن معاودة خطأه.

لكن من الغريب أن يغيب هذا الأمر عن الكبار - ممن يفترض بهم أنْ يكونوا صفوة العقلاء في مجتمعاتهم- هذا الأسلوب في ردع الاعتداءات المتكررة على حرمة الإسلام. أوليس مِنْ المفروض أنْ يعاقب كل مخطئ أو على الأقل أنْ يحاسب على خطئه بدل أن تربت الحكومات على كتفه مادحة؟

عندما دعا رئيس حزب الحرية (هولندي ونائب في البرلمان) غيرت فيلدرز إلى حظر القرآن في بلاده، معتبرا أنه لا مكان لهذا «الكتاب الفاشي» في «دولة قانون». اعتبر هذا المتغطرس على أن أعظم كتب الكون هو من صنع الإنسان، وهذه بحد ذاتها خطيئة عظمى. ولكن فيلدرز لم يكتف عند هذا الحد، إذ تعدا كل الحدود برفضه لوجود كتاب منزل من الله (عز وجل) في بلده.

إن كان هذا «المخبول» بالفعل ذي سلطة على هولندا فليدعو أيضا لإخراج التوراة والإنجيل من بلاده فكلاهما أيضا كتب تستند إلى المبادئ ذاتها التي يقوم عليه القرآن، والتي يصفها بالفاشية، وإنْ حرّف جزء كبير منها إلا أن هويتها واحدة. لكنه يخشى أن يطرد إنْ تفوه بمثل هذه الترهات التي وصف بها القرآن والدين الإسلامي. ويبقى اللوم على من أعطى السلطة لهو أو لغيره من ذوي العقول الصغيرة لكي يتعدوا حدوهم من دون حساب أو عقاب.