هل يمكننا أن نلوم الآسيويين ذوي الأعمال البسيطة على رفع أسعار الخدمات التي يقدمونها لزبائنهم هذه الأيام؟ لعل أحد أطرف الأخبار التي وردت في الفترة الأخيرة تلك التي تحدثت عن رفع الآسيويين أسعار « السمبوسة والجباتي» بنسبة 25 % في محلاتهم، ناهيك عن رفع أسعار الحلاقة الرجالية في المحلات التي يعمل فيها الآسيويون من 500 فلس إلى 700 فلس. الإخوة الآسيويون دخلوا موجة الغلاء أيضا، فكل شيء ارتفع سعره هذه الأيام، وما يسري على غيرهم لا بد أن يسري عليهم. فلماذا لا يقومون بدورهم برفع أسعارهم مادام كل شيء قد ارتفع سعره؟
أسعار «السمبوسة والجباتي» على رغم من ارتفاعها الطفيف غير المؤثر إلا أنها تلقي الضوء على مشكلة أو مشكلات أكبر: موجة الغلاء، قانون التأمين ضد التعطل، استقطاع 1 %، ثم زيادة الرواتب المنتظرة منذ أشهر. المواسم المقبلة أيضا تلقي بظلالها على الأزمة، شهر رمضان المبارك، الأعياد، موسم العودة إلى المدارس. رفع أسعار السمبوسة لن يؤثر كثيرا وسط كل تلك الأزمات التي تحيط بالمواطن المطحون المغلوب على أمره. فالوضع متأزم بالنسبة إليه بالفعل قبل رفع أسعار السمبوسة، ولن يضير كثيرا أن يسترزق الآسيويون من وراء كل هذه الأزمات. هذا هو المنطق الذي لا بد أن تكون محلات السمبوسة فكرت فيه عندما رفعت أسعارها، وكما قال أحد الآسيويين -الذي قضا عمرا طويلا في البحرين- عندما سأله محرر « الوسط» عن سبب رفعه لأسعار السمبوسة « حشر مع الناس عيد».
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1797 - الثلثاء 07 أغسطس 2007م الموافق 23 رجب 1428هـ