لا خلافَ على اعتبار جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) تمتلك خيرة الكفاءات والكوادر السياسية في البلاد، ولا غبارَ على أن مراهنات «بعض» الجهات في الدولة على توهين وتسقيط «وعد» في الانتخابات وبالتالي تثبيط عزائم أعضائها ومناصريها وأصدقائها، كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع.
قد نختلف مع «وعد» في جزئيات هنا أو هناك، إلا أن البنيان الحزبي الراسخ والكفاءات والكوادر الوعدية لا خلاف على أهليتها وكفاءتها في العمل السياسي.
تتجلى قوة «وعد» في ذوي الكفاءات والمهارات السياسية، كما تقف «وعد» على بنيان صلب متماسك ومتمادي في القدم مذ نعومة أظفار كوادرها... والعمل التنظيمي لدى «وعد» يفوق جمعيات سياسية كبيرة العدد والعدة، ومع ذلك فإن «وعد» «التي لا تهدأ» و «وعد التي لا تنام» هي فصيل سياسي وطني لا طائفيا، تمكن بمبادئه من هزيمة أعتى المنافسين، غير الأخلاقيين والمعروفين بالغش وتزوير الإرادة الشعبية من خلال الثقوب السوداء التي لازمت الانتخابات النيابية والبلدية الماضية.
وعلى رغم أن «وعد» تم إقصاؤها خارج المجلس الوطني، ولم يراد لها أن تفوز في انتخابات 2006، وتم استخدام كل الأحابيل لإسقاط مرشحيها أو المتحالفين معها، فإنها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها الأقوى شعبيا والأمضى سياسيا من فِعال الآخرين.
«وعد» هي التي أسقطت الرئيس التنفيذي لشركة طيران الخليج أندريه دوزيه، بالإضافة إلى النائب الفاعل عبدالعزيز أبل. و «وعد» هي التي خاطرت وتخاطر بالغالي والنفيس لكشف مواضع وبؤر الفساد وإطلاع الرأي العام عليها. «وعد» هي التي تُسقط الفاسدين وترعب المفسدين.
بهذا تثبت «وعد» وفاءها لتطلعات الشعب البحريني، ومرة أخرى يثبت الفاسدون والمتواطئون معهم، أنهم كانوا أصغر سياسيا من «وعد» بأشواط كثيرة ومسافات زمنية بعيدة.
كما أن تضامن «وعد» مع الشيخ أحمد المحمود كان قرارا صائبا، ويدل على وعي وإدارك حقوقي بمآلات الأشياء، ويحمل دلالات ومعاني سامية، منها: إن «وعد» فصيل وطني يدافع عن حقوق الإنسان بلا تمييز ولا انتقاء ولا طائفية. وكانت لي تجربة شخصية مع «وعد»، حينما عز الصاحب، ولم يكن إلا «وعد» وأنصارها هم من وقفوا مع حرية الرأي والتعبير! أما الآخرون، فكانت لهم حسابات أخرى!
لدينا عشرات الجمعيات السياسية في البلاد، بالله عليكم كم جمعية سياسية تقوم بمثل ما تقوم به «وعد»؟ وكأني بـ «وعد» هي اللاعب السياسي الوحيد على المشهد السياسي في البحرين!
أين الذين أدخلوهم عنوة لحرم مجلس النواب؟ أين هم من كومة الفساد المتراكمة التي أزكمت الأنوف في كل ردهات الوطن؟ أين هم عن الاستقطاع من أموال الناس بالباطل تحت مسميات متعددة؟ أين هم من توزيع كعكة أراضي البلاد؟
تمثل الجمعيات السياسية التي دخلت البرلمان الأسوأ ممارسة للسياسة؛ إلا من باب الانتهازية واقتناص الفرص السانحة لتوظيف فلان وترقية فلان. مساومات سياسية لا تنتهي!
فليأتونا بلقاء سياسي كما هي الحال لدى الوعديين؟ كل ما هنالك بيانات (بعضها مكتوب ومدفوع ثمنه من بعض الجهات) متناثرة، وفوقية نرجسية استعلائية ليست ذات شأن مؤثر على صعيد العمل السياسي. إنها مجرد ثرثرة سياسية لا يعجز عنها رجل الشارع العادي! فألف تحية لـ «وعد»!
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1797 - الثلثاء 07 أغسطس 2007م الموافق 23 رجب 1428هـ