بعد مرور الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو/ تموز 2006، يتذكر الطرفان المعتدى عليه (لبنان) والمعتدي الآثم (إسرائيل) هذه الحرب، ويستعيد المدنيون من كلا الطرفين الصور المروعة والأصوات المدوية، فيما يستخلص العسكران الإخفاقات والإنجازات، التي بدت بشكل جلي في الجانب الإسرائيلي معنويا وماديا من ناحية الشعور بمرارة الهزيمة والعجز، وتحطم مقولة «الجيش الذي لا يقهر» و «شعب الله المختار».
فمنذ انتهاء تلك الحرب بأيامها الـ 34 التي حملت كل المفاجآت والويلات، فإن «الزلزال» الذي أصاب «إسرائيل» كما عبر عنه الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله مازال إلى هذا اليوم مستمرا، وإن خبا في بعض الفترات فهو يطفو مجددا على السطح.
فأمس كشفت «لجنة فينوغراد» التي تحقق في الحرب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ووزير الدفاع الحالي إيهود باراك قال أمامها إنه «كان يتوجب على (إسرائيل) توجيه ضربة عسكرية شديدة ضد لبنان بعد أسر الجنديين الإسرائيليين وبعدها إمهال حزب الله 6 أسابيع لإعادة الجنديين قبل التفكير في شن حرب على لبنان»، ليؤكد من جيد أن الذين خططوا للحرب وأصروا على تنفيذها لم يستوعبوا دروس مايو/ أيار 2000 حين كان باراك وقتها رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع وأمر خلالها بتنفيذ الانسحاب من جنوب لبنان.
فباراك في إجابته كأنما يسأل رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت: «هل التاريخ وضع للتسلية والترفيه أم لأخذ العبر والاعتبار؟».
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1796 - الإثنين 06 أغسطس 2007م الموافق 22 رجب 1428هـ