زميلة دراسة في المرحلة الثانوية مولودة في البحرين لأب مولود في البحرين وإن كان أصله ليست بحرينية، وأم هي الأخرى مولودة في البحرين وإن كانت جذورها هندية... لهجتها قروية بحرينية لا تشوبها شائبة . فيها إيثار لكل ما يمس البحرين بناسها وأرضها بشكل يفوق كل من يدعي أنه بحريني أبا عن جد وجد الجد. هي بحرينية دما وليس فقط روحا، لأنها لم تطأ موطن أصلها، ولا ترغب في ذلك، فهي متعلقة بالبحرين لدرجة قل مثيلها في «البحريني الأصيل»، ويكفي دليلا على ذلك تفوقها ووقفتها الشامخة عند نشيد السلام الأميري وقتذاك... ومع ذلك هي لا تحمل الجواز البحريني.
لا أعلم إن كانت حصلت على الجواز الآن أم لا، وما ذكرني بها إلا شخص بلباسه البحريني الأصيل، سمعته يتحدث إلى رفيق له في إحدى البرادات، فذهلت من لهجته المصطنعة (بحرينية/ عربية)، والأدهى أنه كان يتذمر من البحرين وأوضاعها وناسها ومستوى الدخل مقارنة بارتفاع الأسعار فيها، ويتمنى لو يسافر إلى إحدى الدول الجارة، فقط لو يمنح «الجواز»!
والله بلدنا بلد خير وكرم، يشمل الكل بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وجنسياتهم، ويحتضنهم كلهم تحت اسم واحد (بحريني)، لكن «مو كل بحريني بحريني» ولا الكل يستطيع أن يحتضن البحرين فعلا في قلبه، كما احتضنته ووهبته حصة من أراضيها وسكنها وحتى فرص العمل «الشحيحة» فيها.
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1794 - السبت 04 أغسطس 2007م الموافق 20 رجب 1428هـ