بمناسبة الهالة الإعلامية المصاحبة للإعلان عن خطة تطوير كرة القدم البحرينية التي سيكون فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» شريكا فعليا، والتي ذكر الخبر الرسمي على أنها خطة فاعلة طويلة المدى ستدرس من قبل الحكومة ومجلسي النواب والشورى قبل إقرارها. اسمحوا لي يا سادة يا كرام أن أسبق هذه اللجنة التي كلفت نفسها بإحضار خبير من «الفيفا» وإرسال خبير إلى تونس لدراسة ظاهرة وصول كرتها إلى العالمية، أن أسبق هؤلاء لتقديم «الخلطة السحرية» لتطوير الرياضة البحرينية وليست كرة القدم فحسب... وأتعجب أيما عجب على اقتصار خطة التطوير على كرة القدم وليست على بقية الألعاب الرياضية... أليست كرة القدم هي لعبة مثل بقية الألعاب. وأليس الذين يمارسونها هم فتيان من شبابنا؟ أم أن كرة القدم دخلت عالم التجنيس وبحاجة إلى موارد مالية أكبر وتخطيط أفضل!
- أقول بصدق إن تطوير الرياضة البحرينية - وليس كرة القدم فقط - ليست بحاجة إلى فريق خبراء أو مشاركة «الفيفا» في وضع الخطة. كما أنها ليست بحاجة إلى عصا نبي الله موسى. لأن ما هو موجود عندنا من خبراء وخبرات بحرينية عالية تكفي لدول التعاون جمعاء و»الرك» ليس على الخبراء والخطة، إنما «الرك» على تنفيذها! فأبسط رياضي يعيش على هذه الأرض الطيبة يعرف الحل وقادر على تقديم أفكار واقعية جديرة بالاحترام... إلا أن المشكلة تكمن في الخلطة السحرية «الغلط» للرياضة البحرينية!
- حينما أوجه وجهي إلى المحافظة الشمالية والتي تملك أكبر طاقة بشرية أجد أنه لا يوجد فيها ناد انموذجي أو ملعب مزروع أو صالة رياضية وكأنها تعيش على رقعة من الأرض لا لها علاقة بالبحرين التي كانت سباقة في كل الألعاب الرياضية! فيافطة نادي التضامن النموذجي الخاصة به والتي تم وضعها في الأرض الفضاء قبل أكثر من 3 سنوات مازالت تهتز بفعل الريح وسط الأرض الفضاء... وحينما أوجه وجهي إلى العاصمة المنامة وأشاهد نادي النجمة العتيد الذي كان يمثل أكبر احتفالية للدمج في البحرين لأنه يمثل أندية «اللؤلؤ والقادسية والولعة والسلمانية واليرموك والعربي والقادسية ورأس الرمان وجزيرة النبيه صالح» ماذا حدث لهذا النادي النموذجي غير الأرض المدفونة. ولماذا بدأت عملية الدمج فيه تضمحل...! أما إذا ذهبت إلى المحرق وإلى دمج نادي الساحل الذي تحللت أوصاله وأصبحت أنديته تتراشق باللسان. نتساءل عن مصير نادي قلالي الذي كان يوما ما يملك فريقا كرويا متميزا وملعبا يسعى المنتخب والأندية التدريب عليه في حال هطول الأمطار. وعن أرض هذا الملعب التي أصبحت - بقدرة قادر - من أملاك إحدى الوزارات. ولماذا لا تنفذ وعود المسئولين الكبار لأبناء النادي؟
- وحينما أتحدث عن المؤسسة العامة للشباب والرياضة كأعلى سلطة رياضية تنفيذية أقول إنها في العام 2000 أعلنت استراتيجية - وليست خطة - لتطوير الرياضة البحرينية سهروا على وضعها خبراء وناقش بنودها المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورفعت للحكومة لتنفيذها. ماذا حدث لهذه الاستراتيجية؟ ولماذا تخلت عنها المؤسسة بعد أن عجزت عن تنفيذها على رغم ما كانت تملك من خطط جبارة تشمل بناء أندية انموذجية وملاعب مزروعة وبناء صالات والوصول إلى الاحتراف الرياضي في العام 2005 وتولي المؤسسات والشركات رعاية الأندية؟
- إذا أين الخلل، وأين تكمن هذه المشكلة العويصة التي عرقلت تنفيذ استراتيجية المؤسسة العامة، وأطاحت بأحلام الأندية المندمجة. وجعلت كرتنا الجميلة بعد أن كانت تنافس على البطولة وتحصد المركز الرابع العام 2004 تحصل على المركز الأخير عن جدارة واستحقاق في العام 2007. أقول لكل من يريد أن يضع يده على الجرح إن الخلل ليس في الخبير الاكتواري ولا في الخلطة السحرية التي سيقدمها «الفيفا» للبحرين. إنما الخلل في الحكومة نفسها وقناعتها بأهمية الرياضة في حياة الشعب البحريني وان أنشطتها وبرامجها مثلها مثل البرامج الاجتماعية والإعلامية والثقافية يجب أن يسخر لها الدعم السنوي الذي تستحقه، وان العمل في جهازها الحكومي ليس عملا شرفيا بل يجب أن يوظف فيه من هو مختص في أحد العلوم الرياضية أو الإدارية الرياضية، وأن يحترم قانون الأندية والاتحادات كما يحترم قانون العمل ويفعّل دور الجمعيات العمومية حتى تصبح هي السلطة العليا المهيمنة على الأندية والاتحادات.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1794 - السبت 04 أغسطس 2007م الموافق 20 رجب 1428هـ