« بخيرهم ما خبّرونا وبشرهم عموا علينا»، لا شك أنّ هذه المقولة الشعبية كانت لسان حال المتقدّمين للمشروع الوطني للتوظيف، بعدما علمُوا بالمصير المأساوي الذي آلت إليه الآلاف من استمارات المشروع التي كان مصيرُها حاويات القِمامة، فعلى رغم أنّ المشروعَ لم يحققْ ما كان متوقعا منه، ولم يرقَ إلى طموح أغلب المتقدّمين له إنْ لم يكونوا جميعهم، إلا أنه فوق ذلك يتم التعامل مع استماراتهم بهذه الطريقة.

18 ألف متقدّم للمشروع، ربما حانَ الوقت ؛لأن يقسّموا أنفسهم إلى فرق عمل على حاويات القِمامة في عالي ومناطق أخرى بحثا عن استماراتهم التي فضّل المسئولون التخلّص منها بهذه الطريقة، بعد أنْ ضاقت أرفف وزارة العمل بهم على ما يبدو. وبعيدا عن الرمزية التي ذهب إليها البعض في اعتبار ما حدث أنه دليل على الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع طلبات التوظيف، فيجب هنا أنْ نشيد بدور أهالي عالي الذين تعاملوا مشكورين بعقلانية مع الأمر وسبقت غيرتهم على بناتهم وأخواتهم أية أمور أخرى، قبل أنْ تقع صور وأرقام هواتف وعناوين العاطلات عرضة لمَنْ يَسوى ولمَنْ لا يسوى. مهما تكن مبررات وزارة العمل في هذا التصرف، وإنْ وصفته بـ»الخطأ الإداري»، إلاّ أن ذلك لن يشفع لها ما حدث، ولن يصحح هذا الخطأ، ولو كنْتُ في موقع هؤلاء العاطلين، لكنْتُ ممن بادروا باللجوء إلى المحاكم للمطالبة بمحاسبة المسئول عمّا حدث.