التصريح الذي أدلى به رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضية الشيخ فواز بن محمد آل خليفة قبل أيام على هامش زيارته لتدريبات المنتخب الوطني للناشئين المشارك في بطولة كأس عالم المقامة حاليا على أرض المملكة لافت للانتباه، وخصوصا أن الشيخ فواز دعا الاتحاد للمحافظة على منتخب المستقبل وإعداد خطة لتطويره. التصريح بحد ذاته أمر طيب من قبله، ولكنني أدعوه لتبني خطة من السلطة الرياضية الأعلى في البحرين بإلزام الاتحادات الرياضية الجماعية منها بضرورة وضع آلية لتطوير منتخبات الفئات السنية من خلال إقامة المعسكرات الدورية، بالإضافة إلى الحرص على المشاركة في البطولات الإقليمية والقارية والعالمية بالإضافة إلى البطولات الدولية الودية من أجل مزيد من الاحتكاك.
وأثبتت كرة اليد البحرينية عمليا وبما لا يدع مجالا للشك أنها مازلت اللعبة الأفضل من حيث إنجاب النجوم والإنجازات، والمستوى الذي حققه منتخب الناشئين في بطولة كأس العالم الحالية ما هو إلا دليل قاطع على كفاءة لاعب كرة اليد في البحرين، فهي لم تنجب سعيد جوهر أو الشقيقين محمد وأحمد عبدالنبي أو العميد محمد وآخرين من أعمدة المنتخب السابقين فقط، بل الإنجاب متواصل وعلى أعلى المستويات. والمشكلة الوحيدة التي تعاني منها هذه اللعبة عدم الاهتمام بالفئات السنية التي تصل ناقصة الخبرة والحنكة إلى المنتخب الأول الوحيد الذي يضمن تشكيله سنويا، لذلك نجد أن هناك نوعين من اللاعبين، لاعبي أندية ولاعبي منتخبات، فمن أين يأتي غالبية لاعبي المنتخبات؟ يأتون من الأندية الكبيرة التي غالبا ما تشارك في البطولات الخارجية الإقليمية والقارية.
لذلك فإن الاهتمام بالفئات السنية كان ولا يزال مطلبا رئيسيا نطالب به المؤسسة العامة للشباب والرياضة قبل أن نطالب به الاتحادات الرياضية وخصوصا اتحاد اليد، فالاتحاد لا يمكنه عمل شيء من دون الحصول على الدعم المادي والمعنوي من قبل المؤسسة، فقبل يومين كنت أقرأ في إحدى الصحف الكويتية، ولفت انتباهي خبر كتب عن منتخب ناشئي الكويت لكرة اليد، فهذا المنتخب لم يشارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الحالية، ولكنه في فترة الصيف جمع وتدرب ثم غادر للمشاركة في إحدى البطولات الدولية الودية، في الوقت الذي لم نشارك نحن لا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم للشباب، ولا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم للناشئين لاكتساب الخبرة قبل هذه البطولة، وحتى على مستوى المنتخب الأول لم نشارك في التصفيات المؤهلة لأولمبياد بكين!
وفي النهاية فإننا إذا لم نعمل فإن الناس من حولنا يعملون، وقد نجد أنفسنا في المستقبل بعيدين من خط البطولات وقريبين من خط المشاركات الشرفية.
إليك يا رئيس المؤسسة (2)
تنتهي اليوم بطولة كأس العالم، وقد ينتهي معها شهر عسل كرة اليد البحرينية الذي عاشته في السنوات الثلاث الماضية بالرحيل المتوقع لرئيسه عبدالرحمن بوعلي، لست بصدد مدح بوعبدالله وكتابة الأسطر تبجيلا له، ولكن إنجازاته تتحدث عنه، وإنجازاته تدعوني للطلب من رئيس المؤسسة أن يتدخل بجد في هذه المسألة وأن يبقي بوعبدالله على رأس الاتحاد لأني واثق أنه قادر على مزيد من العطاء لو توافرت له أجواء أكثر نقاوة، بوعبدالله ليس رجل فاضلا لا يخطئ ولكن بشهادة الجميع هو أنجح رئيس مر على اتحاد اللعبة، «وتكفى يا بوعبدالله ومشعل خليك».
إليك يا رئيس المؤسسة (3)
أعرف تماما أن المؤسسة العامة رفعت أوراق حارس منتخبنا الوطني للناشئين محمد غلام عباس إلى الداخلية ومنها إلى الجوازات، ومعرفتي بحسب حديث سابق بيني وبين أحد المسئولين في الاتحاد، ولكن الأوراق مازلت معطلة ومركونة على رف الجوازات، أو أنها لم تصل لرفهم ومازالت على رف الداخلية، هذا أمر لا نعرفه، وبعد المستوى الراقي الذي قدمه الحارس في البطولة كأس العالم أتمنى أن يبادر رئيس المؤسسة شخصيا بمضاعفة الجهد من أجل تأمين الجنسية البحرينية، لهذا الولد الذي ولد وترعرع على هذه الأرض، فهو لن يساوم في يوم من الأيام كما فعل غيره ممن أعطوا الجنسية (…)، أتمنى أن يتحرك رئيس المؤسسة لمساعدة هذا الولد من ناحية إنسانية قبل أن تكون من منطلق مصلحة رياضية للعبة كرة اليد.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1792 - الخميس 02 أغسطس 2007م الموافق 18 رجب 1428هـ