العدد 1791 - الأربعاء 01 أغسطس 2007م الموافق 17 رجب 1428هـ

خطة التطوير أم التسكيت؟!

كاظم عبدالله comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الدعائم الأساسية لنجاح أي عمل أو أية خطة هي القناعة الشخصية من قبل القائمين على هذا المشروع والإيمان بجدواه وأهميته، ومن ثم تأتي الخطوات الأخرى التي تساهم في نجاح المشروع بعد الدراسات المستفيضة والمتأنية والمعرفة التامة بكل صغيرة وكبيرة عن هذا المشروع.

وهذا الأمر ينطبق على خطة التطوير التي أمر بها ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بعد خروج منتخبنا خالي الوفاض من بطولة خليجي 18، إذ إن هذه الخطة يجب أن تكون من منبع قناعة وإيمان من جانب قادة البلاد والحكومة البحرينية والقطاع الخاص أن الأوان قد آن لتطوير القطاع الرياضي على غرار القطاعات الحيوية الأخرى في المملكة.

والقناعة التي يجب توافرها لتنفيذ هذه الخطة الحيوية هي التي ستولد عملا ناجحا بعيدا من الترقيعات والمهدئات التي سأم الشارع الرياضي منها.

ومر نحو 7 أشهر منذ أن طلب ولي العهد من رئيس المؤسسة العامة للشباب الرياضة إعداد الخطة التطويرية لكرة القدم البحرينية، ولم نسمع أي خبر عن هذه الخطة طوال الفترة الماضية، وطفا هذا الموضوع على السطح من جديد وبالتحديد بعد خروج منتخبنا المذل من بطولة أمم آسيا عندما نشرت الصحف قبل أيام خبر توجه محمود شبر إلى تونس للوقوف على التجربة التونسية في تطوير كرة القدم لديها، وكذلك اجتماع رئيس المؤسسة مع بعض المسئولين في الاتحاد لمناقشة الدعم الحكومي للرياضة ودعم الخطة.

ولا ندري هل سننتظر خروج منتخبنا من تصفيات كأس العالم حتى نسمع خبرا جديدا عن هذه الخطة المزمعة حتى نتأكد أنها خطة لـ «التسكيت» وليست خطة التطوير!

وللأسف الشديد ان كرة القدم لدينا لن تتقدم خطوة واحدة في ظل غياب قناعة قادة البلاد وصناع القرار بأهمية القطاع الرياضي، وعدم رغبتهم في استثمار هذا القطاع الاستثمار الأمثل الذي يجعلنا نتقدم نحو الأفضل.

وللأسف أيضا ان صناع القرار وبعض المسئولين مازالوا يعتقدون أن الرياضة مجرد هدر للأموال، وتستحق الفضلات فقط!

في الوقت الذي نجد فيه الدول المتقدمة بدأت تحول الكثير من أموالها نحو الاستثمار في القطاع الرياضي، والأكثر من ذلك أن هناك بعض الدول أصبحت الرياضة تمثل أحد مصادر الدخل فيها.

التطوير لا يحتاج إلى وفود تسافر إلى الخارج وتتطلع إلى ما يفعله الآخرون، ومن ثم نأتي ونكتب مقالا في الصحف وننسى الأمر، أو اجتماع بين شوطي مباراة في كرة اليد والحضور فيه ليس لهم ناقة ولا جمل في كرة القدم.

الجميع يعلم ما تعاني منه رياضتنا بشكل عام وليس كرة القدم، وأولهم القادة وصناع القرار، ويدركون أن التطور لا يأتي من فراغ، ولكن يأتي بالخطوات الصحيحة والمتسلسلة والتي تبدأ من البنى التحتية إلى الاحتراف. والأهم من ذلك كما قلنا وجود القناعة والرغبة الفعلية لإحداث التطوير، ولكن هذا العنصر المهم هو الذي نفتقده حتى الآن، وأبرز دليل على ذلك أن الأفكار والخطط التي توضع لتطوير الرياضة في المملكة تسير أبطأ من السلحفاة! فأين الأندية النموذجية التي وعدت بها الأندية؟ فناديا سترة والنجمة سمعنا منذ العام الماضي أن المؤسسة ستقوم ببنائهما، لكن حتى الآن لاشيء سوى أرض قاحلة! أضف إلى ذلك أن هناك الكثير من الخطط والأفكار لم تنفذ بسبب عدم وجود الدعم الكافي من الحكومة وكل ذلك بسبب عدم القناعة، وعدم وجود الفكر والاستثمار الرياضي.

وبإمكاننا مقارنة سرعة اتخاذ القرار لدينا مع الاخوة في سلطنة عمان لملاحظة الفرق، فالاتحاد العماني تعاقد مع كالديرون لقيادة المنتخب الأول، وطلب منه إعداد خطة شاملة للنهوض بالكرة العمانية، وفعلا قدم المدرب خطة متكاملة تبدأ من الأساس وتهتم بفرق الفئات، وهذا كله كان في غضون شهر واحد، ونشرت الصحف العمانية الخطة كاملة بكل شفافية، وبدأ الأشقاء العمانيون في تنفيذ هذه الخطة، أما نحن فمر على توجيهات ولي العهد 7 أشهر ولم نسمع عن أي ملامح لهذه الخطة المنتظرة!

إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"

العدد 1791 - الأربعاء 01 أغسطس 2007م الموافق 17 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً