اليوم ينتهي صخب المونديال الآسيوي الذي «نفخ رؤوسنا» في القارة الصفراء طوال الشهر الجاري وعشنا فيه الحلو والمر، لكن الأهم يبقى الاستفادة من الدروس لتكون عبرا لتصحيح لأوضاعنا.
ولأن الدروس كثيرة ومن بينها الدرس العراقي في بلوغ منتخب مكافح يعاني الكثير من الويلات ولم يلعب على أرضه ولاعبوه في شتات، ولا يوجد دوري منظم فيه وبالكاد تم تجميع صفوفه لهذه البطولة، وحتى أفراح انتصاراته تتحول إلى أحزان المجازر البشرية... لكن روح وعزيمة «أسود الرافدين» قهرت جميع تلك الظروف والتحديات وراهنوا على اسعاد بلدهم وشعبهم أولا وهي الكلمة التي ينطقها كل لاعب عراقي في كل تصريح، وهم سيلغون درجة الاعجاز الكروي في حال توجوا مسيرتهم الناجحة بالكأس اليوم.
ما نتعلمه من «الدرس العراقي» أن كرة القدم ليست فقط امكانات وخطط تنفيذ داخل الملعب بل أيضا تحتاج إلى روح وعزيمة واصرار وهي عوامل «قتالية» تهزم أحيانا حتى أفضل الفنون والمهارات.
صحيح ان بلوغ العراق النهائي الآسيوي للمرة الأولى يعتبر «استثناء» لكنه يحسب «انجازا» في ظل الظروف التي يعيشها.
وهنا نقول إلى (أصحاب المبررات) التي أطلقت في أوساطنا الكروية بعد اخفاقنا الذريع بخروجنا المبكر من كأس آسيا، ما رأيكم في ما حققه المنتخب العراقي الذي رد بصورة غير مباشرة على الأسباب التي بررها المسئولون الإداريون والفنيون عن منتخبنا ومنها وجود محترفين في الخارج؟
أوَليس المنتخب العراقي يضم محترفين في الخارج أكثر من منتخبنا؟ بل ان محترفيه لم يطأوا أرض بلادهم منذ سنوات فالفريق يتجمع من الشتات في احدى الدول قبل كل بطولة، وحتى مدرب المنتخب يواجه مشكلة في متابعة لاعبيه، لكن في غالبية البطولات نجد اللاعبين العراقيين «يشيلون» منتخبهم مثلما حدث في أولمبياد أثينا 2004 وكأس آسيا الحالية.
وفي الإطار ذاته أيضا، نذكر «الدرس السعودي» فعلى رغم أن هناك الكثير من الأسماء غير معروفة في التشكيلة الحالية، ودار جدل كبير على المدرب المغمور انجوس قبل البطولة بشأن اختياراته، لكن هؤلاء اللاعبين «المغمورين سابقا» اتسموا بالاصرار والرغبة القوية في اثبات الذات فساعدهم ذلك على ابراز مستويات متطورة ومتميزة من مباراة لأخرى من دون أن يكترثوا بسوء اختيار مدربهم واستبعاده نجوما معروفين، فردوا على انتقادات الكثير في الإعلام والجماهير السعودية، فراهن عليهم مدربهم الذي اعترف أن «كتيبته الشابة» كسبت التحدي وقادته إلى النجاح.
وحتى النجوم الذين أبعدهم المدرب قبل انطلاقة البطولة بيوم مثل الشلهوب والمنتشري كانوا عقلاء في تصريحاتهم لحظة الإبعاد واحترموا قرار المدرب، وأكدوا ثقتهم في زملائهم اللاعبين، وهو ما يعكس روح الأسرة الجماعية التي تميزت بها «كتيبة الصقور» قبل وخلال البطولة فساهمت في صناعة النجاح.
أما نحن، وبعد كل ما ذكرناه... فما عسانا نقول سوى «ان اللبيب بالإشارة يفهم!».
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1787 - السبت 28 يوليو 2007م الموافق 13 رجب 1428هـ