نشرت مجلة «اليقظة» الكويتية في عددها الصادر في شهر مارس/ آذار 2007 مقابلة مع رئيسة الجمعية الثقافية للنساء المسلمات في سويسرا نادية قرموز تناولت فيها عدة قضايا خاصة بالإسلام والمسلمين في أوروبا ومنها (صوت الأذان) إذ أجابت على سؤال يقول: على رغم من وجود المساجد التي تحدثت عنها، إلا أن صوت الأذان لا يسمع أبدا في سويسرا؟ وكان جوابها: صوت الأذان ممنوع في كل أوروبا...
وهنا مربط الفرس كما يقولون.
هذا الخبر وغيره من الأخبار المؤلمة - يتعلق بشيء عظيم ومقدس لدى المسلمين كافة، ولا يمكن التسامح بإهانته والمساس بقدسيته بأي شكل من الأشكال، وهو اسم الرسول الأعظم (ص) والأذان وغيرها من المقدسات.
ومع هذه الأهمية وحجم الإهانة لم نجد رد فعل إيجابي من قبل الأمة الإسلامية ممثلة بعلمائها، وجمعياتها وإعلامها وقياداتها السياسية والاجتماعية والدينية حتى بدا للعيان أننا أمة لا تستنكر المنكر، وتتغاضى عن كل ما يمسها من إهانة تتكرر وتتكرر حتى يخيل للآخرين أننا أمة فقدت الإحساس ومات لديها الشعور بالكرامة.
وماذا بعد؟! ماذا بقي لدينا لم تنله سهام، التحقير والإهانة؟ ابتداء من القرآن الكريم، واسم الرسول الخاتم (ص) وأسماء المعصومين (ع) وليس انتهاء بالمقامات الإسلامية التي لم تسلم من غدر الغادرين في أكثر من بلد.
إن أمتنا مطالبة قبل اليوم بأن تنفض عن جسمها غبار الذل لتعيش عزيزة الجانب ذات عقيدة محترمة وقوة لا يمكن النيل منها والتعدي على قدسيتها.
إن هذه الأمة مسئولة مباشرة عن صحة المقدسات المادية والمعنوية والذود عنها بكل الوسائل تجسيدا لقول الشاعر: ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يندم...
والسؤال الذي يتكرر: كيف تتجرأ هذه الجهة؟ وتلك على إهانة مقدسات أكثر من مليار مسلم موزعين على بقاع الكرة الأرضية من دون أن تقابل بردود فعل شجاعة وقوية وفاعلة، تجعل لتلك المستهينين فيما يعيدون النظر ألف مرة قبل التفكير في إهانتنا من خلال إهانة مقدساتنا.
إن أمتنا تملك من الأسلحة غير العسكرية الكثير الكثير... وليس هناك قوة في العالم قادرة على ردعنا عن استخدام هذه الأسلحة، لأن ذلك حق أصيل من حقوقنا.
وبقي أن تفعّل هذه الأمة ما لديها من أساليب مقاومة رادعة كفيلة بحفظ كرامتها، وصون مقدساتها، من الآن إلى يوم الدين.
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 1785 - الخميس 26 يوليو 2007م الموافق 11 رجب 1428هـ