نعم، في البحرين وفي ظل استمرار تدني الرواتب والغلاء المعيشي أعتقد أن جميعنا فقراء.

لي زميل في المهنة يتقاضى راتبا شهريا يصل إلى 600 دينار، إلا أنه لا يتبقى منه سوى 150 دينارا يقضي بها طوال الشهر فيصرفها على نفسه وعلى زوجته وعلى أبناءه.

الرجل نفسه ولأنه يعيش في منزل آيل للسقوط الذي يضم بين جدرانه المتآكلة 13 فردا، لابد أن يساهم بمبلغ محدد لشراء احتياجات المنزل الأساسية، إلا أنه لا يستطيع أن يساهم بأكثر من 30 دينارا، فيضمها إلى المبلغ التقاعدي لوالده الذي يبلغ 150 دينارا فقط.

صاحبنا ينتظر أن تنتهي الديون والقروض التي تأخذ أكثر من نصف راتبه، ولكنه أمام مشوار طويل .

عموما، ليس كل مواطن يحصل فيه على راتب يتراوح بين 600 أو 700 حتى 1000 دينار، يعني بالضرورة أنه غني أو يعيش في حال أرفع كثيرا من مستوى البحرينيين الآخرين الذين قد لا تزيد رواتبهم الأساسية على 180 أو 200 دينار؛ لأننا نجد أن كلتا الحالتين تساوتا في النهاية بسبب الأوضاع المعيشية والهموم والالتزامات المادية الجانبية وعدم توافر الحقوق الطبيعية من سكن وفرص عمل جيدة ومضمونة. البحريني فقير وسيبقى فقيرا إذا ما بقيت الرواتب على حالها، وإذا ما استمرت الأسعار في الارتفاع؛ ما يؤكد ضرورة أن تنظر الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص إلى تقديم المزيد من الدعم إلى «البحريني الفقير»... والبحريني يستأهل.