خروج منتخبنا المبكر من بطولة الأمم الآسيوية تم التطرق إلى أسبابه ومسبباته في جميع الصحف المحلية، وتطرق أصحاب الخبرة والدراية بكرة القدم إلى الأخطاء الفنية والإدارية التي أدت إلى فشل منتخبنا الوطني في المحافظة على انجاز البطولة الماضية أو التأهل للدور الثاني على اقل تقدير، حتى ميلان ماتشالا أتيحت له الفرصة لتبرير إخفاقه الأول مع المنتخب والدفاع عن نفسه من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم الاثنين الماضي، ولكن الأهم ماذا بعد المؤتمر الصحافي، وماذا بعد تبريرات المدرب ورئيس وفد منتخبنا في البطولة، وماذا بعد الآراء والمقترحات الكثيرة التي قدمتها الصحافة المحلية وخبراء كرة القدم البحرينية من مدربين ولاعبين حاليين وسابقين، هل سنكتفي بالكلام المخدر الذي يطلقه المسئولون كالعادة بعد كل إخفاق؟، أم يكون هناك عمل صادق وجاد هذه المرة من أجل إعادة بناء كرة قدم حقيقية تستطيع مجاراة عمالقة القارة؟
وإذا كنا طوينا صفحة الإخفاق الآسيوي، يجب علينا أن نفتح صفحة جديدة مليئة بالعمل والتخطيط السليم والعمل الجاد، ومع إدراكنا التام ضعف الدعم الحكومي، والقطاع الخاص للرياضة البحرينية عموما وكرة القدم خصوصا إلا أن هناك أمورا كثيرة يستطيع الاتحاد تنفيذها بغض النظر عن الدعم الحكومي القوي الذي غسلنا ايدينا منه، وسأضع بعض هذه المقترحات علها تساهم في حل جزء من معضلتنا الكروية.
أولا، يضع الاتحاد رقابة صارمة على الاندية، ومحاسبتها مع نهاية كل موسم، ويتم صرف المعونة السنوية بحسب العمل الذي تقوم به.
ثانيا، يطلب الاتحاد تقارير أسبوعية من الأندية بشأن فرقها، تتضمن عدد اللاعبين الذين حضروا التدريبات بالإضافة إلى نوعية التدريبات والحضور الإداري.
ثالثا، يقوم الاتحاد بعمل اختبارات لجميع الفرق المشاركة في الدرجتين الأولى والثانية شبيهة باختبارات كوبر التي تجرى للحكام قبل كل بطولة للوقوف على جاهزيتهم، وأي لاعب يفشل في اجتياز الاختبارات يوقف عن اللعب لحين إعادة تأهيله من قبل ناديه، وهذه الخطوة ستساهم في رفع مستوى اللاعبين وسينعكس ذلك على البطولات المحلية التي سيرتفع مستواها الفني، كما ستوجد لدينا قاعدة كبيرة من اللاعبين الجاهزين بدنيا من الممكن الاستفادة منهم مع المنتخبات الوطنية.
رابعا، يستقدم الاتحاد مدربين متخصصين في تدريب الفئات، ويكون عملهم اكتشاف المواهب في الأندية بهدف تطوير مهاراتهم بعيدا عن الفوز والخسارة وخصوصا ان أنديتنا للأسف تركز على النتائج أكثر من بناء اللاعب لذلك هناك ندرة في اللاعبين المميزين، ويتم تشكيل منتخب للناشئين في هذا العام ويشارك في دوري الشباب في الموسم المقبل، والأمر نفسه ينطبق على منتخب الشباب، وعندما يصل اللاعب الى مرحلة الفريق الأول يتم السماح له بالمشاركة مع ناديه.
خامسا، استحداث دوري الدرجة الثالثة وإعطاء الفرصة لبعض الأندية لتقديم ما لديها من لاعبين بهدف زيادة قاعدة اللاعبين المسجلين في الاتحاد وهو ما اشتكى منه معظم المدربين الذين اشرفوا على المنتخب الوطني.
كما أن هناك أندية تملك قاعدة كبيرة من اللاعبين وفي جميع الفئات مثل داركليب، بوري، عالي، أم الحصم ، سار، باربار، المعامير وغيرها من الأندية، وفي المقابل هناك أندية للأسف لا تستحق أن تكون تحت مظلة الاتحاد لأنها لم تضف أي جديد للكرة البحرينية، ولم تقدم أي لاعب للمنتخبات الوطنية طوال تاريخها، ووجودها لا فائدة منه أبدا ومكانها الصحيح هو دورة التعارف لا أكثر.
هذه المقترحات أضعها أمام المسئولين لمناقشتها بعيدا عن العواطف والانتماءات لأن الأهم هو تطوير كرتنا التي تبحث عن انجازها الأول، وهذا لن يأتي إلا بالعمل الجاد والمنظم البعيد عن المجاملات التي نخرت أركان كرتنا وجعلتنا نعجز عن تحقيق الانجازات على مدى 50 عاما، «والله قهر».
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1784 - الأربعاء 25 يوليو 2007م الموافق 10 رجب 1428هـ