إخفاق كأس آسيا ليس الأول أو جديدا في تاريخ إخفاقات المنتخب البحريني في مشاركاته الخليجية والعربية والقارية والدولية، وبالتالي لا يمكننا البقاء في الدائرة المغلقة للحديث عن ما حدث لمنتخبنا في اندونيسيا.
لقد أثبتت تجارب الإخفاقات السابقة أننا لا نتعلم من الدروس والأخطاء التي نقع فيها سواء إداريا أو فنيا، ومازلنا نتعاطى مع كل إخفاق بالعاطفة والانفعال وردود الفعل المصاحبة للإخفاق والتي سرعان ما تخمد مع مرور الوقت حتى موعد البطولة التالية.
في أوقات كثيرة نظن أن المشكلة تكمن في المدرب فقط وما أسهل القيام بإقالته ليكون كبش الفداء الذي يقدّمه المسئولون عند كل إخفاق من أجل امتصاص ردة فعل الجماهير والإعلام وإبعاد المقصلة عن المسئولين حتى لو كان ذلك على حساب إهدار الملايين، ويكفي اننا استبدلنا خمسة مدربين منذ 2004 حتى 2007.
عندما كان ماتشالا مدربا لعُمان كان الشارع والإعلام الرياضي البحريني يتمنّى ويحلم بان يكون «التشيكي العجوز» مدربا لمنتخبنا، وها هو جاء في أكبر صفقة تدريبية في تاريخ الكرة البحرينية واستقبل بالزغاريد والآمال العريضة في المطار وكأنه يحمل المصباح السحري لتحقيق البطولات التي عجز عنها سابقوه.
في الواقع لسنا بحاجة إلى مدرب يذكر لنا أن دورينا المحلي ضعيف ومتواضع أو يقول: إن لدينا لاعبين محترفين في الخارج، وإذا كان هذا واقع منتخبنا فلماذا كل مدرب يأتي يعلن في أول حديث له أنه يعرف الظروف وسيتعامل معها بايجابية وذلك لن يشكّل عقبة أمامه لكن يقلب حديثه مع أول خسارة أو إخفاق.
وإذا كان ماتشالا يقول: إن الخسارة الثقيلة لمنتخبنا أمام السعودية صفر/4 من أسبابها فارق المستوى بين الدوري البحريني والسعودي، فأين ذلك المبرر عندما فاز منتخبنا على كوريا الجنوبية التي تمتلك دوريا يفوق الدوري السعودي وتشارك فيه أندية احترافية تديرها شركات عالمية.
لست هنا بصدد تحميل ماتشالا وحده المسئولية بقدر ما أشير إلى «اسطوانات مشروخة» سبق أن ذكرها المدربون السابقون، وإذا كان هذا واقعنا ولن يحدث أية تغيير جذري جاد في قاعدتنا الرياضية أولا والكروية ثانيا فلماذا نظل نتفنن في صرف الملايين على المدربين والأجدى لنا التعاقد مع مدرب وطني على طريقة «مدرب تسيير أعمال».
وفي هذا الصدد نقول ماذا عن التقرير الذي وجه إليه سمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة المسئولين بإعداده للنهوض بمستوى الكرة البحرينية بعد إخفاق خليجي 18، والذي لم نسمع عنه شيئا ماعدا التعاقد مع ماتشالا الذي تم فرضه على اتحاد الكرة.
أنه حان الأوان لنكسر الروتين الذي سارت عليه منهجية التعامل مع إخفاقاتنا لأكثر من 50 عاما فهل نرى من يوجه إلى إخراج «الملف الأسود الجديد» من أدراج المسئولين ونعيد تصحيح الأمور بدلا من أن يكون ما حدث مجرد سحابة صيف سرعان ما تنقشع؟!.
إن ما حدث يجب أن تتعدى النظرة إليه لمجرد كأس آسيا بل فرصة لإحداث «ثورة تصحيحية» يتحمل مسئوليتها الجميع من قيادة ومسئولين وأندية يجب أن يكون دورها إيجابيا وفعالا وإعلام وجماهير، لأن المنتخب لايمثل شخصا معينا لكي يتمنى أحد إخفاقه في صراع تصفية الحسابات الشخصية… والله من وراء القصد.
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1778 - الخميس 19 يوليو 2007م الموافق 04 رجب 1428هـ