تعرّف «نظرية المؤامرة» بأنها محاولة لشرح السبب النهائي لحدث أو سلسلة من الحوادث (السياسية أو الاجتماعية)على أنها أسرار يجرى أعدادها من وراء الكواليس، في محاولة لإبعاد الفشل عن النفس وعدم الاعتراف بالحقيقة.
ومثال ذلك، ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن اتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال اجتماع عقده مساء السبت الماضي مع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الأردنية (عمّان)، لكل من قطر وسورية وإيران بعلمهم بالعملية التي كانت تعدها حركة «حماس» لاغتياله في قطاع غزة عبر زرع عبوات ناسفة تحت أحد الأنفاق التي كان من المقرر أن يمر من فوقها موكب عباس خلال زيارته للقطاع والتي الغيت لهذا السبب المزعوم قبل إعلان إقالة حكومة رئيس الوزراء إسماعيل هنية وسيطرة «حماس» على غزة.
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة نفى تلك الأنباء وأكد أن الكلام كان لبعض أعضاء المجلس الذين حضروا الاجتماع. لكن بعض الأعضاء الذين صرحوا لوسائل الإعلام يصرون على أن عباس ذكر الدول الثلاث بالاسم وأن صيغة حديثه كانت «اتهامية بعض الشيء». هذا التخبط الذي وقع فيه عباس جعله طعما سائغا لمناوئيه الذين اتهموه بأنه يكرر «سيناريو الاغتيال» ويعزف عليه في كل لقاء، طامعا من ذلك كسب ود الولايات المتحدة الأميركية وإظهار نفسه بمظهر المظلوم والمتآمر عليه.
فعباس يمارس الدور الذي يمارسه كثير من المسئولين العرب حينما يعجزون عن حل مشكلات أوطانهم وشعوبهم فيبحثون عن شماعات يعلقون عليها تلك المشكلات.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1776 - الثلثاء 17 يوليو 2007م الموافق 02 رجب 1428هـ