أطفئت أخيرا فتنة شريعتمداري الداعية إلى «ايرنة» البحرين بحكمة العقلاء. ولكن منذ الآن لابد من النظر إلى بُعد مستقبلي أعمق يتلخص في مفهومي الاستنكار والمعالجة.
شريعتمداري الذي أوشك بجرة قلم أن يفكك علاقات متينة بين بلدين جارين مسلمين تخطت كل التراكمات التاريخية، وجد ضالته في أقلام بحرينية شبيهة به ليس في قناعاتها ولكن في استعدادها التام لأن تحرق ببضع كلمات كل مراحل البناء الأخوي من أجل عُقَد طائفية وهوَس عرقي فحسب. وإلا ما الفرق بين ما كتبه شريعتمداري وما تكتبه كل يوم أقلام (محسوبة على صحافة السلطة) من تهجم وتجريح واستفزاز للجارة المسلمة قبل التصريحات وبعدها؟ لافرق أبدا، فكلاهما يؤجِّج بذهنية مؤدلجة من دون مبالاة بالعواقب.
بعض الأعمدة «الشبيهة» سمحت لنفسها أن تصنف استنكارات الفتنة الى: استنكارات مخلصة للوطن (حصريا)، وأخرى مبطنة بالتقية السياسية ومشكوك في ولائها (دائما). والحاصل أن ما صدر من خطابات استنكارية يمكن لأي مراقب منصف أن يضعه في اتجاهين: معقلن وانتقامي. خطاب هادئ وحكيم غايته مصلحة البلدين، وخطاب آخر فوضوي وجد فرصته في هذا المأزق لتمرير أحقاده ولو على حساب ما تبذله القيادة البحرينية من جهد كبير في ترطيب العلاقات. تصريحات وزيري خارجية البلدين أمس الأول وضعت النقاط على الحروف، فلا ننتظر بالمقابل اليوم الذي تنفعل فيه إيران أيضا وتتأزم العلاقات من أجل جرة قلم شريعتمدارية بحرينية.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1774 - الأحد 15 يوليو 2007م الموافق 29 جمادى الآخرة 1428هـ