تواترت تصريحات المسئولين البريطانيين في الأيام الأخيرة بين تصريحاتٍ تؤكد في مضمونها أن «داوننغ ستريت» لن تستمر في دعمها سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش، وتصريحاتٍ أخرى تؤكد أن العلاقات مع واشنطن هي الحلف الذي لا بديل له.
وبدأت هذه التصريحات فور استقرار أفراد حكومة رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردن براون في مراكزها، والتي من المعروف عن غالبية أفرادها رفضهم حرب العراق واعتبارها خطيئة عظمى، إذ ألمح وزير التنمية الدولية البريطاني دوغلاس ألكساندر في خطاب ألقاه في واشنطن، إلى أن بلاده ستغير موقفها حيال العراق وتنأى بنفسها عن الرئيس بوش في ظل حكم رئيس الوزراء. هذا وسارت «داوننغ ستريت» في شجب هذه التلميحات، فيما لحق تصريحات ألكساندر ملاحظات وزير الدولة لشئون إفريقيا وآسيا والأمم المتحدة مالوش براون الذي أعطى صدقية جزئية لأقوال ألكسندر. من المعرف في الساحة السياسية الدولية استخدام أسلوب أكل عليه الدهر وشرب، في إيصال المعلومات بين الحكومات بطريقة غير مباشرة. إذ يستخدم تضارب التصريحات في إبلاغ الحكومات الأخرى أن «داوننغ ستريت» على سبيل المثال ستسحب يدها من الحرب التي تشنها واشنطن على الإرهاب. وتشكل دعوة واضحة لإدارة بوش إلى البحث عن حليف آخر في أوروبا يدعمها، ويؤيد كل سياستها الخارجية. وفي هذه الحال تشكل باريس الوجبة الدسمة التي تبحث عنها واشنطن، إذ تحولت الأنظار إلى باريس التي لاتزال قياداتها غرة كي تحل محل لندن التي تنوي الانسحاب من حرب الاستنزاف التي يخوضها بوش.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1774 - الأحد 15 يوليو 2007م الموافق 29 جمادى الآخرة 1428هـ