في الوقت الذي تدور فيه اشتباكات وتحشيدات عسكرية غير مسبوقة منذ فترة بين عناصر «حزب العمال الكردستاني» المتمركزة في الجبال الوعرة بشمال العراق والجيش التركي، يخرج على الأضواء وزير الخارجية التركي عبدالله غول ليعلن أن بلاده تطلب توضيحات من واشنطن بشأن تسليمها أسلحة أميركية إلى المتمردين الأكراد.

ويجيء هذا التصريح بعد أن اعترف أحد ناشطي الحزب المحظور بأنه شاهد آليتين مدرعتين أميركيتين تسلمان المتمردين الأكراد أسلحة في أحد معسكرات الحزب الكردستاني في العراق عند الحدود مع إيران. وما زاد هذه الشكوك، امتلاك الجيش التركي بعض الوثائق الدالة على ذلك. ولم يكن رد السفير الأميركي في أنقرة على تلك الوثائق أن «ذلك مستحيل»، قادرا على إبعاد الشبهة عن بلاده. فالوزير غول تطرق الأسبوع الماضي خلال مكالمة هاتفية مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى هذا الموضوع ووعدته الأخيرة التحقيق في ذلك. وعلى رغم أن واشنطن أدرجت حزب العمال الكردستاني على لائحة المنظمات الإرهابية منذ أمد إلا أنه يبدو أنها مستعدة للتخلي عن هذا الإجراء حينما تستدعي مصلحتها ذلك.

وإن هذا الحدث - إن صح وهو غير مستبعد على أميركا - يكشف الكثير من الألغاز المحيرة والعالقة في العراق من تفاقم الوضع وترديه من سيئ إلى أسوأ.

أميركا التي يشهد ماضيها على «المؤامرات السرية» لن يشفع لها في إثبات عدم ضلوعها في مثل هذه الجريمة.