عام مرّ على الحرب المدمرة التي شنتها «إسرائيل» لنحو 34 يوما على لبنان بيد أنها لم تنتصر ولكن ظل هذا البلد جريحا بل مازال جرحه يزداد تقرحا.

انتقلت الحرب من جنوب البلاد إلى شماله في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الذين لم يكن لهم ناقة ولا جمل فيها. الوضع الإنساني يزداد سوءا إذ انتقل اللاجئون من نهر البارد إلى مخيم البداوي. وفي الجنوب لم يجد ما دمرته حرب يوليو/ تموز 2006 حظه من إعادة الإعمار.

لم يستفد أهل لبنان من الانتصار الذي حققه حزب الله في جبهة المعارك إذ لم تقبل حكومة السنيورة حتى تعديلا طفيفا يتيح لها مجابهة آثار الحرب.بعد عام على الحرب وعلى رغم ما جلبته من حصار ووصاية على البلاد بريا وبحريا، مازال التأييد كبيرا للمقاومة اللبنانية في الداخل والخارج، إذ لم تستطع الضغوط الأميركية لعزل حزب الله تحقيق نجاح فحتى أوروبا لم تدرج الحزب في قائمتها السوداء للإرهاب بل دعته الآن إلى المشاركة في مؤتمر للمصالحة اللبنانية يعقد في فرنسا.

الجامعة العربية لم تقدم شيئا يذكر لحل الأزمة اللبنانية، ربما مرد ذلك إلى ضعف الوضع العربي عموما وتعنت وتشبث أطراف النزاع بمواقفها وتورط أطراف عربية أخرى في الاضطرابات.

إن الخروج من المأزق اللبناني بيد السياسيين اللبنانيين أنفسهم إذ يتحتم عليهم التوصل إلى حد أدنى من التوافق حتى تسير عجلة الحياة للمصلحة الوطنية العليا وتفويت الفرصة على التدخلات الأجنبية الكبيرة في بلادهم.