قرأت ذات مرة أن نسرا عاش في ما سلف كبقية أقرانه من النسور بكبرياء يزداد كلما ارتفع عاليا في سماء الله. واختار نسرنا هذا أحد الجبال ليبني عشه على أعلاه وتحديدا فوق إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات سقطت إحداها بفعل هزة زلزال غازلت ذلك الجبل.

البيضة سقطت وتدحرجت حتى استقرت في قن للدجاج، فما كان من الدجاج الا أن اعتقدت ان عليها توفير الحماية والعناية لبيضة النسر وبهذا تطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة حتى تفقس.

مضت الأيام والأيام حتى فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، في بيئة مسالمة تربى فيها على أسس وثوابت تقول انه دجاجة، وأصبح يعرف ويدين بمعتقده أنه ليس سوى دجاجة.

ذات يوم وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق في السماء عاليا في السماء، فنبض فيه ذلك النبض المدفون في داخله وتمنى لو يستطيع التحليق عاليا مثل هؤلاء النسور لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء ممن حوله من الدجاج التي تربى معها قائلات له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عاليا مثل النسور.

بعد تلك الحادثة توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.

ما نستنتجه من هذه القصة القصيرة انه في حياتنا يمكن أن ينقسم الواقع إلى جانبين؛ أحدهما إيجابي يمثل الحقيقة التي لا يمكن الفرار منها فالأسد أسد ولو عاش فوق شجرة. أما الجانب الآخر فهو جانب سلبي مظلم ينسلخ فيه الكائن عن كيانه وهو بالضبط ما حدث بالأمس للـ (نسردجاجة) ويحدث اليوم لمدير صحيفة «كيهان» الإيرانية حسين شريعتمداري.

ادعاءات شريعتمداري الواهمة ومزاعمه المسيئة لأهل البحرين تؤكد بوضوح ان الرجل يعيش في حال تخبط نفسي تزين له ان شعبنا في البحرين يتطلع بخجل إلى الوصاية الإيرانية على اعتباراته التي تقول: «إن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية فصلت عنها إثر تسوية غير قانونية بين الشاه المقبور وحكومات أميركا وبريطانيا».

أتمنى من شريعتمداري أن يعيد قراءة التاريخ بعمق وصدق وموضوعية قبل الإدلاء بأية تصريحات مسئية للآخرين، وخصوصا انها غير مسموعة حتى في داخل إيران وتضر بمصالح البلدين ولاتخدم الوحدة الإسلامية والثقافية بينهما بحسب ما أفاد نائب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي للشئون البرلمانية والقانونية ورئيس معهد حوار الأديان في طهران حجة الإسلام والمسلمين محمد علي أبطحي.