العدد 1770 - الأربعاء 11 يوليو 2007م الموافق 25 جمادى الآخرة 1428هـ

تعلموا من أهل سترة

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

دعوا شريعتمداري ومن لف لفه، واتجهوا مباشرة صوب سترة. قد أكون غير منصف إن ذكرت أهل سترة تحديدا وتجاهلت أهل البحرين قاطبة من المحرق حتى الزلاق، ولكن الحال واحد. فما حدث في سترة، ليس درسا لشريعتمداري أو أقطاب التوسع والنفوذ أينما كانوا، بل درس لنا، وهو درس للصحافة والإعلام البحريني الذي له «نفرة» ما مثلها «نفرة»، لكنها في الغالب، تلعب على العواطف والمواقف، وتستحث الهمم والشمم، لكنها تبعد أيما بعد عن الاستدلال المنطقي وتشكيل موقف «الحدث» المبني على المعلومات والحقائق والمواقف الوطنية الصادقة، لا المواقف اللامعة على صفحات الصحف، فالافتراءات التي تصدر من بعض المسئولين والكتاب الإيرانيين بين الحين والحين بشأن تبعية بلادنا إليهم، ليست جديدة، ولعلها تشبه إلى حد بعيد (عشم إبليس في الجنة).

عودوا الى سترة... نحن الآن في العام 1970، وهذه الذكريات يسوقها سمو رئيس الوزراء في عزاء المغفور له بإذن الله تعالى والد الجميع العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري، حين قال سموه نصا نقلته «الوسط»: «أتذكر حاجا ضريرا اسمه «رضي» جاء من سترة في العام 1970 ليلتقي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة - حينها - فيتوريو وينسبير جويشاردي، الذي جاء للتعرف إلى آراء شعب البحرين - فيما يتعلق بمستقبله وسيادته وتبعيته إلى البحرين لا إلى إيران - وأدلى الحاج رضي برأيه لصالح استقلال البحرين بالشكل الذي حصل، وهذا يؤكد أن كل البحرينيين وقفوا مع بعضهم بعضا وحققوا الإنجازات بصورة مشتركة».

نموذج المرحوم الحاج ملا رضي محمد آل طوق الذي ذكره سمو رئيس الوزراء، هو نموذج لكل البحرينيين الشرفاء المخلصين على اختلاف طوائفهم ومشاربهم، ففي الثامن والعشرين من مارس/ آذار من العام 1970، صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة بيان رسمي بصدد مهمة ممثله الشخصي في البحرين، هذا نصه: «نتيجة للمباحثات التي تمت بين المندوب الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة والأمين العام، بشأن ممارسة الأخير مساعيه الحميدة في الخلاف بين بريطانيا وإيران والبحرين، تقدم في 9 مارس من العام 1970، المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة طالبا من الأمين العام، أن يمارس مساعيه الحميدة لحل الخلاف بين إيران وبريطانيا بطريقة تضمن التحقق من الرغبات الحقيقية لشعب البحرين، فيما يتعلق بمستقبل الجزر وذلك بتعيين ممثل شخصي لإنجاز هذه المهمة»، فكان الصوت البحريني... بحرينيا فحسب.

أما حسين شريعتمداري ومروجو العبارة المضحكة «بحرين مال مو»، فلن يكون في مقدورهم البوح بالكثير.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 1770 - الأربعاء 11 يوليو 2007م الموافق 25 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً