تطمينات وزير شئون النفط والغاز يوم أمس بعدم وجود توجه لرفع أسعار النفط «في الوقت الراهن»، زادت مخاوف كثيرين وأثارت الشكوك بدلا من تطييب النفوس، لأن المواطنين بدأوا يشعرون أن الخبر (المسرّب) لم يكن سوى جس نبض للشارع، وخطوة أولى لتنفيذ واحد من القرارات الصعبة على نفوس ذوي الدخل المحدود.
تصريح الوزير بأن «كل شيء وارد في المستقبل، سواء عبر خفض أو زيادة أسعار المحروقات»، يحمل دلالات كبيرة كما يراه البعض، فالناس بعد أزمات الغلاء واقتطاع الـ 1 % وغيرها، لم تعد تثق في أية تطمينات، وتكاد تصدق كل قصاصة خبر تشي بضريبة مقبلة، فهذا هو واقع الحال. الناس يبدو أنهم شبعوا من الاستغفال طوال سنين خلت، ما مكنهم من فهم اللعبة. فخبر بحجم رفع أسعار النفط في ظل هذا التذمر الشعبي من الغلاء واستقطاع الراتب وبيع البر والبحر في صفقات غامضة، ينذر بانفجار أعصاب لا تحمد عواقبه. لذلك فليس من السهل مفاجأة الناس به، ولكن ربما أن ذلك ممكن بطريقة «امتصاص الغضب» عبر تسريب الخبر كشائعة، ومن ثم نفيه وتضمين النفي احتمال وقوع ذلك ولكن في المستقبل، وبعد ذلك وضعه على طاولة «الدراسة»، إلى أن يأتي دور إشهاره فتكون الأعصاب قد هدأت، ويدخل القرار حيز التنفيذ. فمن يستبعد أن يكون الأمر كذلك؟ أليس المسألة جس نبض؟
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1767 - الأحد 08 يوليو 2007م الموافق 22 جمادى الآخرة 1428هـ