اللقاء المفاجيء الذي جمع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ونظيرها المغربي محمد بن عيسى في باريس الأربعاء الماضي كان غريبا بكل المقاييس وتوقيته في غير محله ولا ندري إن كان قد جاء بالتنسيق مع الجامعة العربية في إطار سياسة تسويق المبادرة العربية لسلام أم اجتهاد مغاربي خالص. الوزيرة الإسرائيلية كانت أكثر جرأة إذ تحدثت عن أن اللقاء مهم للغاية للبلدين وأنهما يواجهان تهديدات مشتركة في إشارة إلى الإرهاب بينما تحدّث بن عيسى باستحياء عن أن الهدف هو تحريك عملية السلام.
لاشك أن مهندس اللقاء المعلن لأول مرة كان الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي الذي أراد منه ربما إحراز هدف بارع بعد أن أخفق الأسبوع الماضي في اختراق قضية دارفور إذ نظم مؤتمرا دوليا بشأن الأزمة ولكن الأطراف الأساسية وهي الحكومة السودانية والاتحاد الإفريقي لم يحضرا. ومن ثم لجأ ساركوزي إلى مستعمرة بلاده السابقة (المغرب) ليحيك شراكا ظاهره السلام وباطنه الابتزاز السياسي. توقيت اللقاء غير مناسب ، فالأولى بالدول العربية التي نصبّت نفسها وصية على القضية الفلسطينية والحفاظ على عروبة القدس سلميا ،أن ترتب البيت الفلسطيني من الداخل. فالتصعيد بين قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس والضفة الغربية التي تهيمن عليها حركة فتح في أوجه. وعاث الاحتلال البغيض فسادا في أرض غزة بقتله 11 بريئا وإصابة 25 آخرين.
لذلك يجب ألا تصافح الأيدي الشريفة تلك الملطخة بدماء الفلسطينيين من قبل أن يجنح العدو إلى سلام حقيقي وليس الحصول على تطبيع من دون مقابل.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1765 - الجمعة 06 يوليو 2007م الموافق 20 جمادى الآخرة 1428هـ