الإنجاز الفريد الذي حققه صغارنا في دورة الألعاب العالمية للأطفال في أيسلندا تأكيدا لإمكانات وكفاءة اللاعب البحريني، وليس هو فقط بل تأكيدا لكفاءة المدرب البحريني من جانب آخر، وبمعرفتي بالكابتن عباس التوبلاني الذي قاد الصغار للذهب عرفت الصعوبات التي واجهها الفريق خلال فترة الإعداد، إلا أنه ليس غريبا أن يقوم الأصيل من هذا البلد بتجاوز كل تلك الظروف من أجل تحقيق شيء ما للمملكة الحبيبة، وللرياضة البحرينية عامة، وللعبة كرة اليد خاصة.
وحسنا فعلت المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالإضافة إلى الاتحاد حينما سارعت إلى تكريم النجوم الصغار جزاء لما قدموه، ولكني أعتقد بأن التكريم الأكبر لهؤلاء الصغار أن يتضاعف الاهتمام بهم في المستقبل، فهذا الجيل بالذات جيل المستقبل لكرة اليد البحرينية مع زملائهم الحاليين في منتخب الناشئين، الجيل بين مواليد 1988 و1992 هو الجيل الذهبي المقبل لكرة اليد البحرينية، وفيه عدد من الأسماء التي سيكون لها شأن في المستقبل، تأكيدا لمن قال إن كرة اليد البحرينية تفرخ ذهبا أصيلا.
والاهتمام الذي أتحدث عنه، وأوجه المسئولين إليه سواء في المؤسسة أو الإتحاد أعنيه به ضرورة جدولة المنتخبات السنية، وصقلها منذ نعومة أطفالها من خلال المعسكرات الخارجية والمشاركة في البطولات السنية التي تقام سنويا في العالم، فلا يعقل أن يلعب الصغير في الدوري دون هدف، ولا يعقل أن يتدرج النجم في الفئات السنية ولا يعيش أجواء المنتخب إلا في مرحلة الشباب أو الدرجة الأولى، وإذا كان هناك دوري للأشبال فلا بدّ أن هناك منتخبا في نهاية المطاف، والحال للناشئين والشباب كما للأول منتخب، وما أعنيه أنه لابدّ من خلق الهدف الذي يسعى لأجله اللاعبون.
أتذكر أن آخر مشاركة لمنتخب الشباب البحريني كان في العام 1997 في البطولة الآسيوية التي أقيمت في البحرين وحققها المنتخب عن جدارة، منذ ذلك الوقت لليوم، كم عام مرّ علينا من دون أن يشكل منتخب شباب ؟! الفرصة مؤاتية لمن أراد الأجر والثواب في كرة اليد البحرينية، ولمن أراد أن يتباهى بالإنجازات والبطولات، فالمنتخب لهذه الفئة جاهز سينتهي في الأول من أغسطس المقبل من كأس العالم للناشئين، وأما منتخب الناشئين فهو جاهز أيضا، وهم اللاعبون القادمون من صغار مدينة المنامة، وبالنسبة إلى منتخب الأشبال ففي الأندية الخير الكثير، كل أولئك اللاعبين في مختلف المنتخبات السنية كفاءات عالية جدا جدا، بحاجة إلى اهتمام، وصرف والمحصلة لأدنى شك إنجازات على شاكلة الألعاب العالمية.
آخر الكلام ..
تابعنا الجدل بين البعض في الجسد الصحافي خلال الأسبوعي الجاري، لا أريد الغوص في بحر تلك المشكلة وأن كنت طرفا فيها، فما قاله في أستاذي عباس العالي في قضية تكريم الأهلي يكفي، ولكن ما أحببت قوله، إذا كنّا نحن معشر الصحافيين نكتب ونستنكر السلبيات في واقعنا الرياضي المر، فعلينا في البداية أن نراجع ونصلح واقعنا الصحافي المر أيضا، فما يكتب من قبل البعض من إهانات للآخر يجب أن تلاقى وقفة جادة من قبل كبار الصحافيين الموجودين، قال الشاعر: لاتنه عن خلق وتأتيَ مثله عارعليك إذا فعلت عظيم.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1764 - الخميس 05 يوليو 2007م الموافق 19 جمادى الآخرة 1428هـ