يعود تاريخ الإعلان عن «آي فون» إلى بداية هذا العام، عندما عرض ستيف جوبز نظام هاتفه الجديد «آي فون» في معرض «ماك وورلد» في أوائل شهر يناير/كانون الثاني، الماضي الذي احدث ضجة واسعة هناك، لاسيما على صعيد الإعلام، كما أزعج أيضا الشركات المنتجة للهواتف الذكية الجوالة، وكان من القوة بحيث جعل الناس يقتنعون ان «أبل» استطاعت ابتكار طريقة جديدة كاملة لواجهة الاستخدام (أو السطح البيني، نسبة الى السطح بين الجهاز الالكتروني والمستخدم الذي يتفاعل معه لتشغيله)، بل استطاعت «أبل» أن تفعل أمرا أكثر أهمية من ذلك، اذ أخذت بعضا من أفضل أبحاث واجهة الاستخدام، لتضعها في المنتج. وفعلت الأمر ذاته مع حاسوب «أبل» الأصلي «ماك» ومع «آي بود». نعم ... لقد غير جوبز العالم! لكنه بعد مضي فترة على ذلك التاريخ نسي الجميع الأمر، إذ لم يتوفر الهاتف كسلعة تم شحنها إلى الزبائن، وباتت بين أيديهم يستمتعون بوظائفها التي تحدث عنها جوبز.
ويرتبط نجاح «أبل» باسم ستيف جوبز الذي لم يكمل تعليمه الجامعي بعد فصل دراسي يتيم. وفي العام 1976 أسس جوبز شركة «أبل» مع صديقه ستيف وزنياك في كراج السيارات في منزل جوبز. ويعد جوبز من ألمع الأسماء في عالم الكمبيوتر الشخصي لما قدّمه للسوق العالمي من أجهزة شخصية مثل «أبل2-»، «الماكنتوش»، وأجهزة «نيكست» التي أعطت مفهوما جديدا لواجهة المستخدم الرسومية، والتخزين المعلوماتي الضوئي. وفي العام 1986 اشترى جوبز شركة «بيكسار» للإنتاج السينمائي. وفي العام 1997 عاد جوبز مرّة اخرى لشركة «أبل» وقام بطرح المنتج «آي ماك» ذائع الصيت.
في العام 1977 عمل جوبز وشريكه على إنتاج «أبل2-» الذي لاقى رواجا واسعا في عالم الكمبيوتر الشخصي. وفي العام 1980 عرضت شركة «أبل» أسهمها للتداول في سوق الأوراق المالية، ما رفع من شأن شركة «أبل» أكثر وأكثر. وفي العام نفسه، أنتجت الشركة «أبل3-» ولكنه لم يكن بالمنتج الموفّق. وفي العام 1983 أنتجت «أبل» الكمبيوتر الشخصي «ليسا» المتقدم تكنولوجيا، والفاشل تجاريا. وبحلول العام 1984 أنتجت الصرعة العالمية «ماكنتوش» الذي غير نظرة العالم في كيفية التعامل مع الأجهزة الشخصية. بيد أن الشركة لم تحافظ على زخم تقدمها، وواجهت مشكلات إدارية عدة، وعانت من منافسة مستعرة بعد ظهور نجم بيل غيتس، أدت إلى تقديم جوبز استقالته. وعندما عزمت الشركة على إعادة صوغ هياكلها الداخلية تم الاستغناء عنه.
في العام 1985 ونتيجة صراع داخلي بينه وبين المدير التنفيذي «سكلي»، تم تجريد جوبز من سلطاته التنفيذية من الشركة. ركّز جوبز جهوده خارج شركة «أبل» وقام على تأسيس شركة «نيكست». ويبدو أن الكمبيوتر الشخصي «نيكست» حظى بالمنتج نفسه «ليسا» الذي كان متقدما تكنولوجيا ولكنّه فشل فشلا ذريعا على المستوى التجاري.
في العام 1986 اشترى جوبز شركة «بكسار» من جورج لوكاس مقابل 10 ملايين دولار. ولاقت الشركة نجاحا منقطع النظير عندما قدمت لدور السينما فيلم «قصة لعبة «Toy Story».
في العام 1996 اشترت «أبل» شركة «نيكست»، التي أسسها جوبز بعد تركه «أبل»، مقابل 402 مليون دولار، وفي العام 1997 عاد جوبز مرّة اخرى لشركة «أبل» كمدير تنفيذي بشكل مؤقّت. وتحت قيادة جوبز، تمكنت الشركة من النهوض مرة أخرى عندما قدّمت للأسواق «آي ماك». فقد لاقى المنتج رواجا في الأسواق العالمية، لما يتمتع به الجهاز من مواصفات وشكل غير مألوف. وفي العام 2000 تم تعديل وضع جوبز في الشركة ليقوم بمهام المدير التنفيذي من دون لقب «مؤقّت»، ونظير راتب سنوي يساوي دولارا واحدا!
أما بالنسبة إلى الهاتف النقال الجديد الذي تطرحه «أبل» في الأسواق، فكما يبدو أنه يواجه منافسة شديدة من شركات صناعة الهواتف الجوالة الأخرى. فقد كشفت «سامسونج» الكورية عن هاتف محمول جديد ينافس تليفون «آي فون». وأطلقت «سامسونج» على هاتفها الجديد المزود بالوظائف نفسها اسم «الترا سمارت إف 700». ويعمل هاتف «سامسونج باستخدام تكنولوجيا الجيل الثالث، التي تعد أسرع من تقنية «الإيدج» المستخدمة في الـ «آي فون»، كما أن دقة الكاميرا فيه تصل إلى5 ميغا بكسل، وهي أكبر من كاميرا الـ «آي فون» التي تصل سعتها إلى 2 ميغا بكسل فقط.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1762 - الثلثاء 03 يوليو 2007م الموافق 17 جمادى الآخرة 1428هـ