لا يخفى أن بعض الجهات التنفيذية كانت ولا تزال تستغل التوجيهات الإيجابية من قبل قيادة المملكة استغلالا التفافيا سيئا يحرفها عن مسارها المطلوب، لتبقى الأمور الشائكة كما هي، وتظل علاقة المجتمع بهذه المؤسسات متأزمة، فيما يكتفي بعض المسئولين كعادتهم بالتصنع أمام القيادة وكأن شيئا لم يكن... على شاكلة «كل شيء تمام سيدي».
واضح حجم التوصيات الرسمية الداعية لمتابعة آراء وانتقادات الناس والصحافة والتعليق عليها و«معالجتها»، إلا أن كل وزارة اتخذت طريقتها في تنفيذ التوصيات. ففي حين اخذت بعض الجهات شكاوى الناس ونقد الصحافة على محمل الجد، من أجل التغيير الحقيقي، لجأت جهات أخرى إلى حشد أقلامها من أجل الردود الجاهزة والمعلّبة، التي لا تكاد تجد لها اعترافا واحدا بنقص منها في مشكلة مرصودة، ودائما ما تلقي التبعة على المواطن الشاكي أو الصحيفة التي فتحت ذراعيها لنقل هموم الناس.
لتعلم الجهات العليا التي يهمها أمر الإصلاح أن كثيرا من أجهزة الإعلام والعلاقات العامة أصبحت اليوم مجيّشة ليس من أجل توثيق الروابط مع أبناء المجتمع والتعرف على مواطن الخلل، بل لتكون سهاما حادة ترمى على كل من تسول له نفسه انتقاد فساد في هذه المؤسسة أو تلك، ونفي كل اتهام وتحوير كل مشكلة فساد يتم رصدها وتفريغها من محتواها، بردود طويلة تذكرك بالمعلّقات، تستعرض فيها إنجازات الوزارة - أو مؤسسة «الغونغو» - التي لاتعد ولا تحصى.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1760 - الأحد 01 يوليو 2007م الموافق 15 جمادى الآخرة 1428هـ