بقع سوداء/ رمادية، روائح تزكم لها الأنوف، مذبحة سمكية، وصفارات إنذار بكارثة بيئية/ صحية، خطب تندد، جهة تؤكد، وأخرى تكذب... كلها تهم وجهت أخيرا إلى «محطة توبلي لمعالجة مياه الصرف الصحي»... ما تراه العين وتسمعه الأذن «كارثة» لا محالة، لكن الأعظم منها أن المواطن «لا يفقه شيئا»!
هناك من المواطنين إن لم يكن بمنأى تام عن الصحف، فإنه يطالعها يوما ويهملها أياما أخرى، في حين أن الوسائل الإعلامية الأخرى، التلفزيون والإذاعة تحديدا (المفترض أن جمهورهما أوسع وخصوصا مع الإجازة الصيفية)، تغرد في سرب آخر لا يمت لسرب الصحافة بأية صلة!... تقابلها جهات تعمد إلى التعتيم أو تبرئة نفسها وإلقاء المسئولية على غيرها، وأخرى تضخ أرقاما وتحليلات علمية بحتة لا يفقهها إلا المتخصص في المجال نفسه، وغيرها تخلط الأوراق بعضها بعضا لـ « تشتت الذهن»!
«ضربات قوية» يتلقاها في الغالب الأعم المواطن الفقير كل يوم، غالبيتها سرعان ما يُسكت عنها من دون أن يُعرف سببها أو حتى نتائجها، أي أنها تبقى «زوبعة في فنجان» كما يقولون... لكن مع «الكارثة» التي تهددنا اليوم، فمن حق المواطن على الدولة بكل جهاتها أن «تنوّره» بـ «الزبد» المتلخصة في الإجابة على أسئلة محددة منها: ماذا جرى؟ من المتسبب؟ هل هو بمأمن؟ والأهم: كيف سيعالج الأمر، إن كان فعلا «نذير كارثة» ونحن نفتقد إلى البديل، والأصح، إلى خطط لمواجهة الكوارث، هذا إن اعترفنا بوجودها أصلا؟
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1759 - السبت 30 يونيو 2007م الموافق 14 جمادى الآخرة 1428هـ