يتميز عمل جمعية تنمية المرأة البحرينية التي تأسست العام 2002 بالتركيز على المشروعات التنموية للمرأة بشكل خاص ولأفراد المجتمع عموما. وقد دشنت الجمعية مشروعاتها منطلقة من هدف التنمية الذي يعبر عنه بكل وضوح مسمى الجمعية. والملاحظ أن الجمعية تسير بخطى هادئة لكنها حثيثة وواثقة في مشروعاتها من دون بهرج إعلامي، فالمنجز يعلن عن نفسه بنفسه وتحقق الهدف التنموي لمستحقيه خير شاهد على ذلك المنجز. ولعل ما يلمسه المرء من جودة المشروعات التنموية التي تطرحها الجمعية نابع من تأسيس كل مشروع على قاعدة علمية قوامها التخطيط المبرمج الذي يضطلع به فريق عمل متخصص مدعّم بعدد من أعضاء الجمعية ومن المهتمين والمتطوعين.
منذ تأسيسها أنشأت جمعية تنمية المرأة البحرينية وحدة المشاريع التنموية التي طرحت مشروعين كبيرين الأول: «مركز رعاية المشروعات المنتجة للمرأة» الذي يهدف لتوفير فرص العمل للمرأة البحرينية من خلال تدشين مشروعات إنتاجية للأسر المنتجة. ويتركز دور الجمعية في هذه المشروعات - وفقا لما صرحت به نائبة رئيستها - على توفير رأس مال المشروعات وتدريب المرأة بالتعاون مع المؤسسات المعنية على كيفية إدارة مشروعها واستثماره وتسويقه مع المتابعة المستمرة للمرأة المنتفعة. دشنت الجمعية مشروعها بإنشاء مشغل لفن الترقيع بدأ بأربع نساء وتطور ليضم أربعين امرأة، ثم تطور إلى مشغل لخياطة «الكروشيه» يحمل اسم «مشغل دانات» وشعاره: امرأة منتجة تساهم في النهوض بالوطن. وحصلت الجمعية بهذا المشروع على جائزة صاحبة السمو رئيسة المجلس الأعلى للمرأة لتشجيع الأسر المنتجة كأفضل راع وداعم في البحرين للأسر المنتجة.
أما المشروع الثاني فهو مشروع الجمعية الجديد الذي طرحته وحدة المشروعات التنموية مطلع العام الجاري بمسمى «مركز عرفان للرعاية الوالدية» ويتلخص في إنشاء مركز متخصص لإعداد الكوادر الوطنية المدربة لرعاية المسنين في بيوتهم أو في دور رعاية المسنين الحكومية والخاصة. وهو المشروع الذي فازت به الجمعية بأكبر منحة قدمتها وزارة التنمية الاجتماعية لمشروعات المنظمات الأهلية العام 2006.
وشكلت الجمعية فريق عمل للمشروع يضم عددا من المختصين والمؤهلين في مجال رعاية المسنيين لتوفير الدعم الفني للمشروع. وكانت أولى الخطوات التنفيذية للمشروع تنظيم ورشة العمل التي عقدتها الجمعية بتاريخ 9يونيو/ حزيران 2007 لوضع الإطار العام للبرنامج التدريبي وخلالها طرحت مديرة المشروع الخطة العامة التي وضعها الفريق المختص والأهداف قصيرة وبعيدة المدى للمشروع. تتمثل الأهداف قصيرة المدى في نشر ثقافة رعاية المسن وإعداد فريق من المدربين البحرينيين في هذا المجال وتدريب الراغبين ممن يتولون رعاية المسنين في المنازل وتدريب الراغبات في العمل كجليسات لكبار السن في المنازل. وستعمل الجمعية على إنشاء مقر دائم للمركز تمهيدا لتحقيق الأهداف بعيدة المدى وتتمثل في تجويد خدمات رعاية المسنين في القطاعين الحكومي والخاص وإعداد وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة للكوادر العاملة في مجال رعاية المسنين وتقديم الاستشارات المتخصصة في هذا المجال وتوفير خدمة «جليس المسن».
وحددت خطة المشروع الفئات المستهدفة والفئات المستفيدة وقسمت مراحل تنفيذ المشروع إلى ثلاث مراحل. وقد بدأت المرحلة الأولى في يناير/ كانون الثاني 2007 وتستمر حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2007، وهي مرحلة أولية أساسها رصد الخبرات المحلية واقتراح الخبرات الاستشارية والبدء بإنشاء قاعدة معلومات ومكتبة متخصصة بشأن أوضاع المسنين محليا وعالميا. وتمتد المرحلة الثانية من يناير إلى ديسمبر 2008 ويتم خلالها إعداد خطة التدريب ووضع الهيكل التنظيمي للمركز ومعايير قبول المتدربين وخطتان للتقويم والإعلام وتنفيذ البرنامج التدريبي للفئة الأولى من المتدربين. أما المرحلة الثالثة فتبدأ من يناير 2009 ولا تحدها نهاية، وتتضمن إنشاء مقر دائم للمشروع والبدء في تنفيذ برنامج «جليس المسن» وتقديم خدمات أخرى، وتنفيذ برنامج توعوي مستمر عن رعاية المسنين.
كان عقد الورشة المذكورة خطوة موفقة في مسار بدء تنفيذ المشروع خصوصا وقد استقدم لإدارتها أشهر وأكفأ اختصاصي عربي في مجال رعاية المسنين رئيس أكاديمية الشرق الأوسط لطب الشيخوخة عبدالرزاق أبيض. عبدالرزاق أبيض رأى في المشروع خطوة ملحة متطورة وقليلة الوجود في المنطقة، وأبدى ارتياحه كون تنفيذ المشروع يسير وفق أسس علمية وتخطيط مبرمج.
وبجانب مشروعاتها الكبرى يمكن ملاحظة أن البرامج الأخرى التي تنفذها الجمعية تلبي هي الأخرى الهدف التنموي الأساس الوارد في مسماها. ويُلاحظ اهتمام الجمعية بالتوجه لفئة الشباب والحرص على عنصري الجدة والابتكار في البرامج الموجهة لهذه الفئة بما يتناسب ومتطلبات العصر وتوجهات الشباب واحتياجاتهم. فقد نظمت الجمعية صيف 2006 نشاطا صيفيا أساسه برنامج يهدف لتنشئة التفكير التنموي المنتج لدى الشابات الصغيرات. ولتنفيذ البرنامج اختارت الجمعية شركة بحرينية متخصصة تملكها وتديرها سيدة بحرينية. وتلخصت أهداف البرنامج في تنمية سلوكيات النجاح في الحياة الشخصية والعملية والاجتماعية وتنمية مهارات وفنون التفكير والإبداع العقلي بمختلف أنماطه وتنمية فن إدارة وتنمية الموارد المالية على المستوى الشخصي وشحذ تفكير الشابات وملكاتهن في الإقدام على تأسيس مشروعاتهن التجارية الخاصة مستقبلا.
وتحتضن الجمعية نادي صناع الحياة في مملكة البحرين وهو ناد شبابي يقوم أعضاؤه بتنفيذ بعض المشروعات التنموية الهادفة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني الحكومية والأهلية. وعلى رغم المظلة الدينية التي ينضوي لها النادي كونه منبثقا من برنامج صناع الحياة للداعية الإسلامي عمرو خالد، إلا أن اهتمام الجمعية يتركز على العناية بالشق التنموي في نشاط النادي، لذلك احتضنت الجمعية النادي ووفرت له خصوصيته ونشاطه المستقل.
وتلتزم الجمعية الهدف التنموي حتى في الأنشطة المشتركة التي تنفذها مع المؤسسات الأخرى الرسمية أو الأهلية اهتماما بخلق الوعي بأهمية إحصاءات النوع لمنتجي ومستخدمي النوع الاجتماعي، انضوت الجمعية العام 2004 مع وزارة العمل والمجلس الأعلى للمرأة والجهاز المركزي للمعلومات في فريق عمل وطني أعد تقريرا وطنيا بعنوان «المرأة والرجل في مملكة البحرين - صورة إحصائية».
إقرأ أيضا لـ "فوزية مطر"العدد 1758 - الجمعة 29 يونيو 2007م الموافق 13 جمادى الآخرة 1428هـ