العدد 1758 - الجمعة 29 يونيو 2007م الموافق 13 جمادى الآخرة 1428هـ

تجارة المخدرات في أفغانستان (1/3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حظي موضوع تنامي انتشار زراعة وتجارة المخدرات واتساعها في أفغانستان باهتمام متزايد خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري. ففي الـ 14 منه أشاد سكرتير عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ياب دي هوب شيفر بالتعاون بين «الناتو» وروسيا في مجال محاربة تجارة المخدرات في أفغانستان وآسيا الوسطى، وكذلك مشاركة روسيا في عملية المراقبة التي يجريها حلف شمال الأطلنطي في البحر المتوسط في إطار جهوده لمحاربة الإرهاب.

وفي الـ 17 من الشهر ذاته قال وزير المالية الأفغاني أنورالحق أحادي إن «اقتصاد البلاد سينمو بنسبة 12 في المئة هذا العام» على رغم تجدد الهجمات التي يشنها مقاتلو حركة «طالبان» على القوات الحكومية المدعومة أميركيا. ولكنه ألمح إلى أن أحد مصادر النزاعات التي تعاني منها البلاد هو الافيون، وأفغانستان أكبر منتج له في العالم. ويبلغ حجم تجارة المخدرات في أفغانستان 2.8 مليار دولار أو 27 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ولكن أحادي قال إن «هذا الرقم تراجع مما بين 35 و40 في المئة قبل بضعة أعوام.

غير أنه أقر بأنها مهمة شاقة نظرا إلى أن زراعة الخشخاش مصدر الرزق لمليونين من المزارعين في بلد يقدر معدل البطالة فيه بما يصل إلى 40 في المئة. وقال: «هناك برنامج معيشي بديل، ولكنه بقيمة 200 مليون دولار فقط ومعظمه سينفق على الأمن».

وفي الـ 27 من الشهر ذاته أيضا، جاء في تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لمنع الجريمة ومكافحة المخدرات أن إنتاج واستهلاك المخدرات ظل ثابتا كما كان عليه العام الماضي، وأن أجهزة مكافحة المخدرات أصبحت أكثر نجاحا في حربها ضد الآفة. وقال مدير المكتب أنطونيو ماريا كوستا: «إن هذه النتائج يجب أن تبدد المخاوف التي كانت تؤكد أن العالم يتجه نحو وباء الإدمان على المخدرات». وبحسب التقرير، فإن زراعة نبتة الكوكا - التي يُستخرج منها الكوكايين - قد انخفضت في منطقة الأنديز وهي أكبر المناطق إنتاجا، كما أن معدلات استهلاك الكوكايين في العالم قد استقرت على ما هي عليه.

ويضيف التقرير «أما زراعة الأفيون في أفغانستان فمازالت مرتفعة وتشكل مشكلة كبيرة، إذ تنتج البلاد 90 في المئة من الأفيون المتداول في العالم كما أن الإدمان عليه محليا في تزايد».

وقال كوستا: «إن مواجهة هذه الكارثة والتخلص من زراعتها في إقليم هلمند سيساعدان على تحقيق الاستقرار في المنطقة».

وفي اليوم ذاته نقل المحرر في نشرة واشنطن التي تصدر عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية وتنشر على موقع «يو إس إنفو» فينس كراولي عن مسئولين أميركيين وبريطانيين قولهم: إن تجارة المخدرات في جنوب أفغانستان مرتبطة ارتباطا وثيقا بحركة التمرد التي تقودها «طالبان»، وإن حكومة كابول بحاجة إلى مزيد من الدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو) وقوات دولية للمساعدة على مكافحة تجارة الأفيون والهيروين.

وتزوّد أفغانستان العالم بما يتراوح بين 90 و95 في المئة من مادة الأفيون. إلا أن زراعة الجزء الأكبر من الخشخاش تتم في إقليمي هلمند وقندهار وأن الكثير من المزارعين يعتمدون على المحاصيل لا للكسب المالي، بل بسبب تهديدات بالقتل يوجهها إليهم أمراء الحرب و «طالبان».

ونقل كراولي عن وزير الدولة للشئون الخارجية وشئون الكومونولث البريطاني كيم هويلز، تصريحه في مركز الصحافة الأجنبية التابع إلى وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن في 26 يونيو الجاري الذي قال فيه إن «تجارة المخدرات وحركة التمرد التي تتزعمها (طالبان) مرتبطتان بصورة عضوية وهما تتشاطران مصلحة مشتركة في مقاومة سلطة حكومة أفغانستان والقوات الدولية». وقد رافق هويلز مدير مكتب البيت الأبيض لسياسة ضبط المخدرات الوطنية جون وولترز. وأشار هويلز إلى أن بريطانيا قد مارست بدعم أميركي دورا قياديا في المساعدة على تنسيق الجهود الدولية لمحاربة تجارة المخدرات في أفغانستان.

وأبلغ هويلز المراسلين أن كون أفغانستان أكبر بلد مزود للأفيون يعني أن القضاء على هذه التجارة سيستغرق - بالتأكيد - عقودا من الزمن.

وقال: «علينا أن نكون واضحين أن إزالة هذه الآفة عن أفغانستان ستقتضي جيلا من الزمن، وربما أكثر».

ومن ناحية أخرى، نقل كراولي عن وولترز، الذي كان يرافق هويلز في جولته في الولايات المتحدة قوله: «إن محاصيل الخشخاش تقلصت بصورة ملموسة، أو استُؤصِلت، في جزء كبير من شمال أفغانستان وشرقها، حيث عمل حكّام الأقاليم والقيادات المحلية جاهدين على تخليص مناطقهم من تجارة المخدرات، وفي حالات كثيرة بالتنسيق مع حكومة كابول. على نقيض ذلك، إن الأقاليم التي ينعدم فيها تنفيذ القوانين بصورة فعالة أو الحكومات القوية والمؤسسّات الاقتصادية استهدفها تجار المخدرات لتمويل عمليات (طالبان)، أو جماعات أخرى تسعى إلى اقتناص السلطة».

واستطرد وولترز قائلا: «لهذا نشاهد ابتعادا عن نبتات خشخاش الأفيون في كثير من المناطق وحينما يعطى الناس خيارا فإنهم يفضلون ألا يُحكموا من قبل مافيات المخدرات وأمراء الحرب... بل هم يفضلون أن تكون لديهم سيطرة على حياتهم الخاصة ومجتمعاتهم الخاصة. كما يفضلون أن يكون لديهم مستقبل لا وجود له في ظل اقتصاد الأفيون».

وأضاف هويلز أن «الأمر لا يعود إلى (الناتو)؛ كي يُتخذ إجراء مباشر ضد تجارة المخدرات، ولكننا نود أن تلعب فرق الإعمار الإقليمية والجيش دورا مساندا أكبرَ في ذلك».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1758 - الجمعة 29 يونيو 2007م الموافق 13 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً