ليس يُدرى إن كانت موجة مخالفات البحر التي مازالت تتكشف يوما بعد يوم محض مصادفة، أو أن وراءها بعض مقاصد لتمرير ما هو أخطر منها. فبدءا من «صفقة الفشوت»، ومرورا بحظور المالكية، ونفوق الأسماك في توبلي وتعكر بحر سترة، وأظن أنه ليس انتهاء بساحل صدد، مازلنا نفتح أعيننا كل يوم على وجبة دسمة جديدة يلتهمها مجهولون من مياه هذه الجزيرة الصغيرة. حتى لو انكشفت بعض الخيوط في هذه القضية أو تلك تبقى المناورة سيدة الموقف. فكل جهة مسئولة تقذف بالتهمة على أختها هربا. المخيف في الأمر ما بدأت تتناقله بعض المصادر من أن «سواحل غيت» تكمن وراءها صفقات كبرى لبيع البحر، وما من سبيل لتهيئة الأجواء وتخفيف وطأة الخبر على المواطنين سوى اختلاق بعض الظواهر كنفوق الأسماك والبقع السوداء. ولعل أبرز مثال يمكن الإشارة إليه بالبنان هنا خليج توبلي، الذي مازالت التنبؤات بشأن تدهور بيئته البحرية تتزايد كل يوم، ولا جهة معنية تقف لتعترف بمعلومة «حقيقية» أبدا.

لعل الموضوع يُراد له أن يستمر على هذا المنوال لإكمال ما لم يتم إكماله من صفقات سرية. وطبعا لا أحد هنا يرضى أبدا بتوجيه الاتهام إليه، وكثيرة هي الاعتراضات التي ستعتبر تلكم المخاوف تهويلا لا صحة له، غير أنك في المقابل لن تجد ردا رسميا صريحا يطمئنك إلى أن بحرك وفشوتك وأرضك - ومن الممكن حتى أنت - لستم عرضة للبيع أو المقايضة.