العدد 1756 - الأربعاء 27 يونيو 2007م الموافق 11 جمادى الآخرة 1428هـ

الوسيط غير المحايد

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

لا يختلف العقلاء على أن حل أكثر القضايا العالقة - في أي مجال كان - تحتاج إلى حوار يدور حول موضع الخلاف، وهذا الحوار - بطبيعة الحال - يحتاج إلى وسيط يعمل على نجاحه لكن بشرط أن يكون محايدا، حتى يتمكن قبوله لدى الطرفين، ويكون حكمه مبنيا على أسس متينة وعقلائية بعيدة عن التحيز.

لكن هذه المقولة العقلائية التي تعتبر من البديهيات، لا تصلح في عالم السياسة من وجهة نظر القوى الكبرى، إذ إن الأمور تدار فيها بمقتضى المصالح لا لغة المبادئ والقيم.

فما يسعى له ممثلو اللجنة الرباعية للوساطة في الشرق الأوسط - المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة - من تعيين رئيس الوزراء البريطاني المستقيل طوني بلير مبعوثا للجنة يدخل في هذا الإطار.

فقبل ساعات من صدور القرار النهائي للتعيين، يخرج علينا رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ليصف بلير بالصديق الحقيقي لـ «إسرائيل»، بعد أن هنأه بهذا التعيين.

في المقابل يؤكد المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم أن بلير شخصية غير مرغوب فيها كمبعوث للسلام لأنه أيد «إرهاب الاحتلال الصهيوني ومذابحه» ضد الشعب الفلسطيني.

فهذه بداية المسيرة في منصب بلير الجديد آخذة في رسم معالم نهايته المحتومة بالفشل، وأن دوره لن يتعدى الخطابات والأمنيات، فيما ستبقى الساحة مشتعلة ومقبلة على مزيد من التوتر، لأن الحلول الموضوعة ليست «عقلائية» وتسعى لحفظ مصالح «إسرائيل» فقط.

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1756 - الأربعاء 27 يونيو 2007م الموافق 11 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً