العدد 1754 - الإثنين 25 يونيو 2007م الموافق 09 جمادى الآخرة 1428هـ

لنهزم التعذيب... ونبني مصالحتنا الحقيقية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يصادف اليوم السادس والعشرون من يونيو/ حزيران اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، وكما ذكرت الأمم المتحدة فإن هذا هو اليوم الذي نحيي فيه مَنْ تحمّلوا ما لا يمكن تحمله... فهذه فرصة لنا جميعا لإعلان رفضنا لجميع أشكال التعذيب ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

لقد اعتمد ميثاق الأمم المتحدة التزامات الدول الأعضاء لتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان، واليوم تحيي الأمم المتحدة جميع الذين عملوا بتفان لتخفيف المعاناة ومساعدة ضحايا التعذيب في جميع أنحاء العالم. وهذه الجهود بحاجة إلى مساندة الحكومات والمنظمات والأفراد، ومن يشارك فيها فإنه يستحق كل احترام وامتنان من الأمم المتحدة.

لقد كان لقاء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان متنفسا للتواصل بهذا الشأن مع القيادة السياسية، وترحيب جلالته بتكوين هيئة مصالحة من جمعيات أهلية يعرفها الناس بأنها تحترم نفسها وشعبها.

لقد قدّمت جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) خدمة تشكر عليها من خلال استضافتها ورشة العدالة الانتقالية، وذلك من أجل وضع النقاط على الحروف لأهم الملفات والقضايا التي مازالت مطروحة من قبل الشارع البحريني وهو أمر لا يمكن نسيانه وطي صفحاته بسهولة من دون محاسبة واعتراف بحقيقة وممارسات كانت قائمة ليس فقط في حقبة التسعينات بل وصولا إلى الحقب السابقة.

أن كل ذلك يحتاج إلى مساندة وزارة التنمية الاجتماعية بشكل فعّال، وأهم مساندة تقدّمها الوزارة هو أن تعلن بأنها لن تعرقل الجهود. فالحقوقيون لا يريدون من الوزارة شيئا سوى الابتعاد عن التدخل والابتعاد عن وضع العراقيل التي أصبحت ديدنا للوزارة، ولربما يعاد تسميتها - اذا واصلت وضع العقبات - إلى «وزارة إحباط التنمية الاجتماعية» لكثرة ما ينطلق على لسان مسئوليها من تصريحات محبطة.

إن تشكيل هيئة أهلية للمصالحة يعتبر ولادة جديدة لعصر جديد، ونأمل من الذين شكّلوا جمعيات بمسميات وهمية وهم يسترزقون من هذه التسميات و يحتقرون شعب البحرين (ربما لأنّهم لا يشعرون بأنهم جزء منه) أن يبتعدوا مع جمعياتهم عن الناس لكي تتم المصالحة بين كل الأطراف المعنية... فكما ذكر كثيرون انه لا يخلو أي بيت بحريني من ضحية عانى من التعذيب يعيش بينها، أو شهيد تبقى ذكراه نابضة في عقولنا وأحاسيسنا. وفي المقابل لم نجد حتى هذه اللحظة رد اعتبار لإنسانيتهم التي سحقت بشواذ من معذبي سجون البحرين.

لذلك دعونا نغتنم فرصة هذا اليوم لنحوّله إلى انتصار لكرامة الإنسان في كل مكان وهذا لن يتم إلا بمشاركة الجميع ومصالحة لا تهضم حق أحد.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1754 - الإثنين 25 يونيو 2007م الموافق 09 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً