غريب تزايد الشكاوى من سوء معاملة موظفي بعض السفارات الأجنبية لمراجعيها البحرينيين والمقيمين، ففي الوقت الذي تفترض فيه أدنى مبادئ الضيافة احترام الضيف لمضيفه نجد الصورة تنقلب في كثير من المواقف يوما بعد يوم. ما حدث أمس الأول أمام السفارة الفرنسية من احتجاج نحو 30 شخصا على «سوء معاملة» موظفي السفارة لمراجعيها مدعاةٌ للتوقف عنده بشيء من البحث عن أسباب هذه الغضاضة ومحاسبة مفتعليها، وخصوصا أنها في غالبيتها حركات استفزازية، كإرجاع المراجعين قبل الموعد المحدد ومن دون أية «لباقة». ولا يُدرى إن كان هذا قدر البحرينيين فحسب، أم أنه إفراز لحال الكراهية التي صار يضمرها الكثير من الغربيين للشعوب العربية جراء حوادث سبتمبر/ أيلول وما أعقبها من «نفير الدم». ففي البحرين لا تعد الواقعة السالفة استثنائية لو سألنا مراجعي هذه السفارة وغيرها، (مع كل التقدير لحُسْن خلق الكثير من موظفي السفارات الباقية). واللطيف هو تزامن احتجاج أمس الأول مع احتجاج ثلاثة من أعضاء المجلس النيابي البحريني على سوء معاملتهم من قِبل السفارة البحرينية في واشنطن، الذي بررته وزارة الخارجية لاحقا بكونه «خطأ غير مقصود». أما بخصوص جريمة «العروبة»، فبعض المراجعين من المقيمين العرب يؤكدون أيضا أن بعض الموظفين الأجانب في بعض السفارات يُشار إليهم بالبنان في تعمدهم استحقار المترددين العرب من دون أي سبب. فهل سننتظر معالجة من «الخارجية» أم سيكون الرد أن هذه المعاملات «خطأ غير مقصود» أيضا؟