من أغرب المقترحات التي خرج بها مجلس النواب أخيرا، هو إنشاء قناة تلفزيونية تختص بنقل أخبار المجلس التشريعي وجلسات النقاش، وكأنه ليس من الكافي أن نرى المشادات و«المهاوش» والضرب وجولات المصارعة في الصحف لنراها حية.

لا ننكر أن هناك تقصيرا وبوابة إعلامية غليظة من قبل تلفزيون البحرين على ما يجري في جلسات المجلس، لكن هل من المناسب حقا في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي من خلالها تواجه الكثير من التحديات مثل البطالة وتدني مستوى التعليم وتزايد الجريمة والفقر، لنتحدث عن قنوات ننفق فيها أموالا ليست قليلة لكي يستعرض السادة النواب عضلاتهم عن طريقها؟! وأية حقيقة يريد النواب إيصالها من خلال هذه القناة؟! الحقيقة هي ما يراه الناس على أرض الواقع من منجزات وقرارات قد تحققت فعلا.

من المنصف تماما أن يرى النواب تلك النظرة الحانقة في عيون الناس بشأن منجزات المجلس، ومن الضروري جداَ أن ينشغل المجلس الحالي في أمور تعتبر مهمة وملحة، بل وجدلية مثل التعديلات الدستورية وتوظيف المواطنين في وزارات الدولة والتجنيس... فهذه القضايا المثيرة للجدل والأسئلة هي ما يرغب الجميع في الوقوف عليها ومعرفة ما يحصل بخصوصها.

لماذا مثلا لا يعيد السادة النواب طرح مقترح دعم الزواج بين الشباب من خلال إعطاء منح مالية من قبل الدولة تساعدهم على تحمل كلف الحياة؟ الأمر الذي من شأنه أن يحد من انتشار الجريمة ويساعد على تحسين الوضع الأخلاقي، هذا إذا كانوا لا يريدون الخوض في قضايا سياسية حساسة تثير حفيظة الحكومة.

لا ننكر أن هناك بعض الانجازات اليتيمة التي حققها المجلس، لكن ليس من الجميل أن يمن مجلس النواب على الشعب بهذه الإنجازات التي يعتبرها الكثيرون مخجلة، ولا نلومهم كل اللوم، فربما تكون اللوائح الداخلية وبعض القوانين تحد من أداء المجلس، وربما أيضا على المجلس أن يصب اهتمامه على تغيير هذا الوضع للأفضل.

لسنا بحاجة إلى قنوات تلفزيونية للنواب. نحن بحاجة إلى قناة للشعب، وليس قناة للسلطة كما هي الحال الآن في تلفزيون البحرين الضعيف أداء ومستوى.