الآن وبعد ما تخطى منتخبنا الأولمبي لكرة القدم «المهم» في التصفيات التمهيدية من مشوار رحلة الوصول إلى أولمبياد بكين 2008، فإن السؤال هو كيف ننظر ونتعامل مع المرحلة «الأهم» والأصعب من خلال التصفيات النهائية التي ستبدأ بعد شهرين وسنواجه فيها أقوى وأبرز المنتخبات الأولمبية الآسيوية.

ولعل أهم سؤال يجب الإجابة عليه هنا هو عن طموحنا من منتخبنا الأولمبي وماذا نريد منه، ويجب أن نستفيد من دروسنا وتجاربنا السابقة لكي نتفادى الأخطاء ونحقق النجاح.

اذكر في التصفيات الأولمبية في أثينا 2004 وجد منتخبنا نفسه من فريق «منسي» بلا طموح واضح إلى فريق على أعتاب الحلم الأولمبي عندما هزم نظيره الأولمبي في عقر داره بهدف ولولا فارق الأهداف أمام اليابان لعانق منتخبنا الحلم الأولمبي.

انه يجب الاستفادة من ذلك الدرس ونحدد هدفنا من الآن في هذه التصفيات ونضع استراتيجيتنا في ضوء ذلك حتى لا يحدث إرباك وتشتيت في أذهان اللاعبين والشارع الرياضي.

صحيح أن الرؤية المعلنة لدى مسئولي اتحاد الكرة أن المنتخب الأولمبي هو يعد رافدا للمنتخب الأول ومستقبله، لكن في الوقت نفسه يجب أن نضع رؤية تنافسية للأحمر الأولمبي في مشواره المقبل وخصوصا أن هناك مجموعة من التشكيلة الحالية هي «أولمبية الأعمار» ومن ثم قد لا تجد الفرصة للمشاركة الدولية قريبا، وبالتالي ينتهي مشوارها الدولي سريعا.

كما أن الحلم الأولمبي حق مشروع ويجب المحاربة من أجل تحقيقه.

ومن أبرز الأمور المطلوبة من قبل اتحاد الكرة هو برنامج الإعداد الذي يتناسب مع أهمية وصعوبة التصفيات النهائية لكي لا تتكرر الصعوبات والمشكلات التي حدثت في المرحلة الماضية، وهو ما يتطلب التنسيق بين لجنة المنتخبات ولجنة المسابقات وبقرار قوي ومدروس من اتحاد الكرة وبتعاون من الأندية بوضع «رزنامة» المسابقات الكروية للموسم المقبل وفق ذلك الاعتبار.

ويجب على اتحاد الكرة الاجتماع مع الأندية في الجمعية العمومية من أجل وضع النقاط على الحروف بشأن الموسم المقبل، وتفادي ما وقع فيه الاتحاد والأندية الموسم الحالي، وظل كل طرف يشكو من وضعه في خضم الموسم وتغليب المصلحة العامة حتى لو استدعى الأمر تغيير شكل المسابقات الكروية المحلية، وخصوصا أن هناك مشاركات قادمة للمنتخبين الأول والأولمبي ستتزامن مع الموسم المقبل، فضلا عن المشاركات الخارجية للأندية... فهل نعي الدرس جيدا؟!