تسلمت صباح الخميس الماضي بعد فوز منتخبنا الأولمبي على الكويت رسالة نصية من بريد الهاتف من قيادي رياضي معروف بتوليه رئاسة لعبة جماعية غير كرة القدم، لن أذكر اسمه احتراما إلى عطائه ولأنني لا أحب التصيد في الماء العكر على رغم اختلاف مبادئنا ولن أقول وجهات نظرنا جاء فيها «شكرا جون وفتاي على التأهل، شكرا لنادي المحرق على تسجيلهما في النادي، شكرا فواز على بعد النظر، لا مشكلة في اسم عبدالله وجون، مثل السمكة التي قالت اتركني سأغنيك، فتركه الصياد فتغني. دعوهم يا صحافة من دون إزعاج فننجح!» هذه الكلمات سأربطها مع رأي أحد رجال الصحافة المخضرمين حينما طالب في مقاله - الأسبوع الماضي - عدم توجيه النقد للاعبين المجنسين ما داموا يسجلون الأهداف واللاعب الوطني لا يسجل!
بداية أعقب على رأي القيادي وأقول له بصدق: هل اللاعبان المجنسان كانا هما الأفضل في الفريق البحريني، إذا كنت لم تشاهد المباراة ارجع إلى الشريط وشاهده أكثر من مرة وشاهد المستوى الرفيع الذي ظهر به حارس المرمى سيدمحمد جعفر الذي أنقد أكثر من هدف محقق إلى الكويت في الشوط الثاني، وهل شاهدت عطاء إسماعيل عبداللطيف وراشد الشروقي وآخرين, أم أن عيونك لا ترى إلا المجنسين؟ وبصراحة، هل كان جون يستحق لقب نجم المباراة وعلى أي معيار تم تقييم عطائه في العشر الدقائق الأخيرة التي لعبها. أليس في الاختيار هضم حقيقي للاعبين الوطنيين الذين قدموا مستوى طيبا أفضل من هذين اللاعبين، بل يمثل - الاختيار - إحباطا لهم جميعا؟
فقد كان الأولى أن تشكر اللاعبين الوطنيين أولا ثم ثانيا وثالثا وتتساءل بصوت مسموع عن سبب هروب فتاي في الثلاثة أيام الأخيرة، ولو فعل هذه الفعلة لاعب مواطن هل سيعمل اتحاد الكرة على حل مشكلاته «الإدارية «كما قال نائب رئيس اتحاد الكرة أم ستعلق له المشانق من الجميع وسنتهمه بعدم الولاء إلى الوطن؟ أما شكرك للمحرق فأقول لك بصراحة جرب ولو لمرة واحدة أن تجلس مع أهل المحرق البسطاء أو المشجعين أو لاعبي المحرق الذين ساهموا في تحقيق الانجازات العريضة للكرة المحرقاوية فستعرف بصورة لا تقبل الشك حجم المعارضة ورفضهم للتجنيس في نادي المحرق؟ أما شكرك إلى فواز فلن أعلق عليه إلا أنني أتمنى ألا يكون فعلا وراء التجنيس العشوائي الذي يضر ولا ينفع! وأخيرا أتمنى أن تقف عند فقرة «لا مشكلة في اسم عبدالله وجون» وأن تقرأها أكثر من مرة وترد على نفسك بنفسك! «فما هكذا تورد يا سعد الإبل» و»اللحمة إذا ما حبت غارت».
أما الأخ الزميل الذي يطالب بعدم توجيه النقد إلى المجنسين ما داموا يسجلون. فأقول له إن في «الفخ أكبر من العصفور!» وإن «الوسط الرياضي» حينما يرفض التجنيس العشوائي فبسبب خطورته الكبيرة على مستقبل الرياضة البحرينية وقتله للمواهب الرياضية الواعدة وإن هذا المبدأ الذي خطيناه إلى أنفسنا نرفض أن ننحاز عنه لمجرد تسجيل هدف أو ضربة حظ و»العالم لا يعلم!».
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1738 - السبت 09 يونيو 2007م الموافق 23 جمادى الأولى 1428هـ