النجاح في عمل ما نقوم به في حياتنا اليومية كأفراد ليس بالأمر الصعب، وتزداد صعوبة تحقيق النجاح كلما تشعبت الحلقات والطرق المؤدية إليه، وتزداد المهمة صعوبة أيضا عندما يتداخل في الأمر أكثر من طرف لا يمكن أن نضعهم خارج حساباتنا، وخصوصا إذ كان النجاح مرتبطا بشكل وثيق بهذه الأطراف، إذ إن وجود التنافر فيما بينها يؤدي إلى الفشل الأكيد.

هذه المقدمة هي مدخل لما يحدث بين إدارة النادي الأهلي، والجماهير الأهلاوية التي دعت في بيان لها إلى اعتصام يقام اليوم أمام مدخل النادي الأهلي تعبيرا عن احتجاجهم للنتائج المتواضعة التي حققها الفريق في هذا الموسم، وغيابه عن الفوز بالألقاب المحلية وخصوصا بطولة الدوري الممتاز لمواسم كثيرة.

هذه الجماهير من حقها أن تعبر عن رفضها للسياسة المتبعة من قبل إدارة النادي الأهلي في قيادة الفرق الرياضية، ومن حق الإدارة أيضا أن تبرر موقفها والدفاع عن سياستها التي تتبعها في إعداد فريقها، إذ لكل من الطرفين الحق في التعبير عن رأيه، لكن تبقى هناك أمور ووجهات نظر متباعدة لو تم تقريبها بالتأكيد سيتم ردم هذه الهوة التي وجدت بين إدارة النادي والجماهير الصفراء.

ووجود هدف مشترك بين الطرفين وهو إعادة كرة القدم الصفراء إلى التتويج بالألقاب المحلية الغائبة عنها منذ فترة طويلة سيحل الكثير من الإشكالات الحاصلة بينهما وخصوصا أن النجاح في هذه الحال سيكون أكثر صعوبة كما قلنا في مقدمة المقال؛ لأنه مرتبط بأكثر من طرف، وإذا تنافرت هذه الإطراف سيكون النجاح صعب المنال، أما إذا اتحدت فسيكون النجاح حليفها بكل تأكيد.

وما دام هناك هدف مشترك فإن تحقيق النجاح ليس بالأمر الصعب، لكن يحتاج إلى التعقل في اختيار الطريقة المناسبة للوصول إليها، وأن يعطي كل طرف الطرف الآخر حقه من خلال التعبير عن رأيه والدفاع عن نفسه بالإضافة إلى العمل المشترك الذي يوصل إلى النجاح، ولو سألت إدارة النادي اصغر الجماهير الأهلاوية عن أسباب الإخفاق في هذا الموسم والمواسم السابقة سيعدد لها الكثير من الأسباب، ويجب على الإدارة ألا تستهين برأي الجماهير لأنهم يتحدثون بعفوية، ومن دون مصالح، ومن دون انتظار رواتب شهرية، هم فقط يريدون أن يروا فريقهم متوجا بالذهب، يريدون أن يتفاخروا بفريقهم، وخصوصا أن كرة القدم يعتبرها الكثير من الجماهير الأهلاوية هي الواجهة الحقيقية للنادي، ومتى ما تشوهت هذه الواجهة فإنها تشوه هذا النادي العريق بأكمله، والإدارة الأهلاوية يجب أن تعمل على تحقيق هذا الهدف وهو إسعاد جماهير النادي، وهي تملك جميع الإمكانات اللازمة لتحقيق ذلك لأن الأهلي غني بموارده البشرية والمادية، لكن الطريق إلى الإنجازات والنجاح يحتاج إلى الطموح والرغبة الأكيدة في تحقيق ذلك.

إذا الطريق الأمثل للنجاح هو التعاون، ويجب على الإدارة والجماهير أن تطوي صفحة الموسم الماضي، والمواسم العجاف الماضية، وأقترح أن تطلب الإدارة من الجماهير تشكيل لجنة تكون حلقة وصل بين الجماهير والإدارة، وأن تنقل لها جميع مقترحات وآراء الجماهير، وأن تستمع لتقييمهم للفريق وسد الثغرات التي حدثت في هذا الموسم، وأن تأخذ الإدارة آراء الجماهير في الاعتبار ودراستها بشكل مستفيض وتنفيذها إذا كان فيها مصلحة للنادي حتى يكون هناك تواصل إيجابي ومثمر بين الإدارة والجماهير يكون مردوده إيجابيا على الكرة الأهلاوية عموما.