كاتب هذا المقال شرب كوبا من «الشاي الأخضر» وهو ما قد يدل في إحدى نظم الكشف/التحليل/التنبؤ في البرمجة اللغوية العصبية أن ثمة ما سيجعل الكاتب تحت تأثير اللون «الأخضر» في منطقة «اللاوعي»، وبما سينعكس في منطقة «الوعي» مباشرة. وهو ما يحيل إلى أن شهية تناول وجبة الطعام القادمة لكاتب المقال ستتركز على اللون «الأخضر»!. لربما كانت تفاحة خضراء. لدي اعتراض، «لا أستسيغ مطلقا التفاح الأخضر».
محض «هراء» لا أكثر هو أن تكون البرمجة اللغوية العصبية (NLP) قادرة على تحقيق النجاحات/الطموحات/الإنجازات تلو الأخرى بالشكل الذي يروج له البعض. ومحض بحث عن المزيد من «الأرباح» سلسلة البرامج التدريبية «الفكاهية» التي تعتمد على علم «السلوكيات» لتحصيل ما لا حد له من الأموال التي يدفع بها الحالمون بالسعادة على شاكلة موضة «شراء السمك في الماء».
تتعرض فئة - لا بأس بها - من المجتمع البحريني لحال من «التنويم المغناطيسي» والتحريف المعرفي «المقصود» فحواها التعلّق اللا محدود بقوة «العقل الباطن» أو «اللاوعي» بأمل الخروج بقدرات خارقة غير محدودة تصنع ببساطة ما هو «طبيعي» و»متوقع».
الكثير من الإسلاميين الجدد باتوا يستخدمون هذا النوع من «المعارف» عبر أسلمتها وتشويهها لتصب في إضافة بُعد جديد يضاف لسلسلة الأبعاد الإكراهية التي تعتمد عليها الأيديولوجيا الدينية الإسلاموية عامة.
تبدو هذه «المعرفة» السلاح الجديد نحو المزيد من «الجهل» المركب تحت عباءة «الدين» وتوافقه المفبرك مع «المعرفة الغربية».
نماذج عدة تنتشر عبر رسائل نصية خلوية وإعلانات تدعي تعليم تقنيات «السيطرة والتأثير والتلاعب بوعي الإنسان ومعتقداته وقناعاته بحيث يتمكن المُمارِس من التصرف في خيال الفرد ومشاعره وتفكيره وسلوكه واللعب في جهازه العصبي بحيث يرى ويحس ما يُراد له أن يرى ويحس به». وما خلا أن تراتبيات «النص» تبدو «علمية» و«مستساغة» لا نجد في الصُعد التطبيقية إلا ما هو تأسيس مطلق لدعاوى «الجهل»، «الفبركة» و«التلفيق».
لا أشكك بمعرفة البرمجة اللغوية العصبية وفق نظم تأسيسها وتوظيفاتها هناك في «الغرب»، إلا أن مجمل التوظيف الديني/الاجتماعي/السياسي هنا - على يد الإسلامويين خصوصا - بات أشبه ما يكون بعملية «التسميم» التي تعودنا على التورط معها في سياق دعاوى أسلمة المعرفة الغربية وتأصيلها.
لا بد وأن تكون موضوعة البرمجة اللغوية العصبية من أهم الموضوعات التي يجب أن تحظى باهتمام النقاد والبحاثة في سبيل إيقاف هذا «الهراء» الذي يبثه الإسلامويون بين ظهرانينا بطريقة وأخرى.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1734 - الثلثاء 05 يونيو 2007م الموافق 19 جمادى الأولى 1428هـ