تنتهي الجولة الأولى فارغة كما كان قلب «أم موسى» فارغا، فلا خبر جاء، ولا وحي نزل. حين كان خيار «المقاطعة» «سُبة» كانوا يصورون المجلس النيابي بالجنان التي لم تقطف المعارضة خيراتها ونعمها الوارفة. واليوم إذ ينتهي الفصل الأول من مسرحية «المشاركة» بانت عناقيد «الكرز» المؤجلة سما بارعا في صناعة هواية القتل قهرا، فضلا عن اختصاص وزارة الكهرباء اخيرا في قتل الناس حرا.
المجلس النيابي مفصلٌ/ مهندس/ مفبرك/ منظم لما أريد له أن يكون كدعاية يستضيء بها من يحتاج الضوء ويبحث عنه. وهو عاجز - حد الشفقة - حتى عن استثمار ما كنّا نعتقد أنها أدوات دستورية غفل عن حجبها المشرعون في تسارع العامين الأكبرين 2001-2002. وتبقى العملية السياسية برمتها اليوم مقترنة بمزاج «الدولة»، فإن أرادت، أرادت. وإن منعت، منعت السماء قطرها ونوابها وخيراتها وحتى أدواتها الدستورية، وبقى «الوفاقيون» يهرولون من مربع لآخر من دون جدوى، فلا ندري إن كانت «السبة» في المقاطعة أو المشاركة.
يقول الماضون في خيار التأزيم انها دهاليز «السياسة»، وأن على الوفاق أن تقبل ما أقدمت عليه بإرادتها. ونضيف أن ما يجري طبيعي جدا في مستوى الفعل السياسي للسلطة، فواجب السلطة أن تحمي نفسها إلا أن ما هو غير طبيعي هو تجميد العملية السياسية بهذا الشكل «المريض» أمام تلك السلسلة الطويلة من التنازلات التي قدمتها المعارضة الواحدة تلو الأخرى من دون أن يكون لمزاج «السلطة» أن يتغير، أو أن يدرك أنه لابد وأن يقدم هو الآخر تنازلات تذكر.
لا تريد السلطة أن يحاسب أحد ما نواب المعارضة المتلاعبين في المال العام من وزراء ومسئولين، ولا تريد الخوض في أية تعديلات دستورية، وتبالغ في تعطيل وتحجيم لجان الرقابة على الوزارات. ووفق هذه المعادلة الصعبة بقى أن يعلن هذا المزاج «المريض» رغبته الصادقة في إفساد التجربة الإصلاحية والرجوع بالبحرين لعهد ما أنفكت أوجاعه من قلوب الناس حتى اليوم.
لا خبر جاء من هذا المجلس المهووس بالاصطفاف الطائفي، ولا وحي نزل من السلطة ليقوم ما أعوج وصعُب على الناس فهمه وتقبله. وعلى «العقلاء» أن يدركوا أن الاستمرار في هذا «الهراء السياسي» لابد وأن ينتهي لفك ارتباط لا يجوز للسلطة أن تدعي أنها الطرف المظلوم فيه.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1732 - الأحد 03 يونيو 2007م الموافق 17 جمادى الأولى 1428هـ