يسقط في البحرين يوميا عشرات القتلى، فيما تضيق الدنيا على مئات الجرحى والمصابين، وتواجه الحكومة مشكلة كبرى في التعامل مع هذا الوضع المقلق والمخيف الذي قد يقضي على أهل البحرين عن بكرة أبيهم، والسبب في ذلك كله «الازدحامات والاختناقات المرورية!».
في كل يوم، تتيح لك الظروف لتلقي الأنباء المؤسفة عن أولئك القتلى والجرحى/ نحن/ هم/ أولئك! فعندما تكون جالسا في عملك، قد يبادرك زميلك أو زميلتك بالدخول مباشرة بنفخة كبيرة في الوجنتين وعيون يتطاير منها الشرر ليقول/ تقول: «قتلني الازدحام.. ذبحني الاختناق المروري»، فيما تجد الكثير من المصابين والجرحى الذين تلتقيهم في المسجد أو في المجلس أو في النادي ليبلغك أحدهم أنه أصيب بجرح غائر بينما كان يحاول الرجوع إلى الخلف فشتمه أحدهم طالبا منه أن «يفتح عينيه»، أو لربما وجدت الجرح أكبر من ذلك حينما يعتدي أحدهم بالضرب مثلا على زوجتك أو أختك بسبب خلاف على أحقية السير! ولربما كان من الملائم أن تتحدث عن إصاباتك وجروحك التي أصبت بها أثناء خروجك من مواقف سيارات مجمع السلمانية الطبي ماشيا على قدميك لينزل عليك الذراع الآلي للدخول غلى المواقف، أو يباغتك أحدهم بالرجوع إلى الخلف من دون أن يضع لك اعتبارا.
المهم، أن السجلات المتوافرة تشير إلى استمرار القتلى والصرعى والجرحى في مختلف شوارع البلاد، فحسب ما أعلنته الإدارة العامة للمرور، فإن أعمال التوسعة والتحسين والإنشاءات التي تشهدها الشوارع والطرق، وخصوصا في العاصمة وضواحيها، ستمتد إلى عامين، وهذا يعني أننا سنموت يوميا ولن تكون الجروح والإصابات الطفيفة هي القضية، لكن قد نتفاجأ يوما بارتفاع حالات الانهيار العصبي والصرع و... (أم الديفان).
صحيح، ستكون الشوارع أفضل بكثير بعد أن تنتهي هذه المشروعات طبقا للوعود والأمنيات والأحلام الجميلة التي تدور على رؤوسنا ونحن نموت ونموت بلا مكيف في وقت الظهيرة أحيانا، وبلا حول ولا قوة للراديتر التعبان أحيانا أخرى، لكن إذا كان الفرج بعد الصبر سيكون بمثابة صبرنا واحتمالنا لمشروع إزالة دوار السلمانية وتحويله إلى اشارات ضوئية زادت الطين بلة، فإن أعداد الشهداء في البلاد ستفوق بلد المليون شهيد لأن الواحد منا يموت شهيدا في اليوم أكثر من مرة!
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1731 - السبت 02 يونيو 2007م الموافق 16 جمادى الأولى 1428هـ