العدد 1731 - السبت 02 يونيو 2007م الموافق 16 جمادى الأولى 1428هـ

التكامل القطري - البحريني

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ملحق «الوسط» السياسي لهذا الشهر (مع عدد اليوم) يتناول موضوع التكامل الاقتصادي بين البحرين وقطر، وهو موضوع مرتبط بالتكامل الخليجي الذي طال الحديث عنه من دون أن يتحقق على أرض الواقع.

الخليجيون يبدأون بدايات خاطئة في سياساتهم نحو توحيد السوق وتوحيد العملة، ولذلك فإن الأحلام سرعان ما تتبدد أمام قسوة البيئة المعقدة. ولو نظرنا إلى مشروع الوحدة النقدية بين دول مجلس التعاون، فإنه لم يبق سوى سنتين ونصف من العام 2010 الذي تم تحديده لإعلان العملة الخليجية الموحّدة... ولكن أية عملة موحّدة نتحدّث عنها؟ ومع مَنْ؟

عمان أعلنت أنها غير مستعدة إلى اللحاق بعملة موحّدة، والكويت أعلنت في الأسابيع الماضية عن فك ارتباط الدينار الكويتي بالدولار الأميركي، وهو ما يعني صعوبة التحاق الكويت بالعملة الموحّدة. العملات الخليجية مرتبطة بالدولار منذ نحو عشرين عاما، وكان هذا العامل هو المحفز لتوحيدها في عملة واحدة مادام ان صرف العملة واحد، أما الآن فإن الكويت قللت اعتمادها على الدولار ولديها سلة من العملات، ربما أنها تحتوي على اليورو والجنيه الاسترليني ضمن نسب معينة. ثم أن الحديث عن عملة موحّدة يتطلب الحديث عن مصرف مركزي واحد لجميع دول التعاون، وهذا سيطرح تفصيلات معقدة قد لا ترضي الدول الأعضاء. فدول الخليج لم تستطع إلى حد الآن إنجاح مشروع تنموي كبير بصورة متواصلة، بل أن مؤسسات مثل طيران الخليج، وقبلها وكالة أنباء الخليج وجامعة الخليج العربي تحجمت وصغرت إلى مستوى دون الطموح الذي يتحدّث عن تكامل اقتصادي بين دول الخليج.

هذه الصورة المتشائمة تدفع إلى السؤال عن إمكان تحقيق التكامل ولكن عبر أساليب أخرى، ومن هنا فإن مشروع إنشاء جسر بين البحرين وقطر، ورفد ذلك بمشروعات تنموية بمشاركة مباشرة من القطاع الخاص في البلدين، بإمكانه أن يخطو خطوات واقعية وملموسة إلى الأمام. فالإمكانات القطرية والبحرينية يمكنها أن تتكامل لسد حاجات الطرفين وتنمية الفرص المشتركة بما يحقق مستوى أفضل للمعيشة لشعبي البلدين.

القيادة السياسية في البلدين تحث على التسريع في مشروع الجسر، وهذا الحث نسمعه منذ خمس سنوات، ولم يتحرّك المشروع إلى حد الآن، وهذا أدى إلى مضاعفة كلف إنشاء الجسر من ملياري دولار إلى أربعة مليارات دولار. وهناك أيضا الحديث المتقطع عن إمداد البحرين بالغاز القطري، وهو موضوع حيوي ينتظر القرار الإيجابي لكي تتحرك المشروعات الاقتصادية التي تعتمد على توافر الغاز بكميات مجزية. إن خيارات التكامل بين البحرين وقطر كثيرة ونموذجية، ولا تحتاج سوى تفعيل الشعارات والتصريحات الجميلة التي سمعناها كثيرا... وأملنا أن ترى تلك المشروعات الحيوية النور في وقت قريب.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1731 - السبت 02 يونيو 2007م الموافق 16 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً