قبل موسمين فقط ظل الفريق الأول لكرة القدم بنادي النجمة يكافح من أجل البقاء لعدة مواسم، وكان ينفذ بجلده من شبح الهبوط في الأسابيع الأخيرة من عمر الدوري في كل مرة، ولكن ما كان يغيب عن البال هو الطبخة التي كان يجهزها النجماوية على نار هادئة من أجل إعداد فريق مستقبلي قوي قادر على إعادة البريق إلى نجمتهم من جديد، إذ بدأوا في العمل من الجذور وكان اهتمام النجماوية واضحا خلال السنوات الماضية بفرق الفئات التي بدأت تحرز البطولات وبرزت وجوه شابة تم تصعيدها للفريق الأول فكانت بداية العودة إلى البروز والنجومية مجددا.
في البداية يجب أن نعطي المدرب الوطني عبدالعزيز أمين حقه في إعداد وتكوين هذا الفريق الذي أعاد الهيبة إلى القلعة البيضاء، فهذا المدرب توصل بعد عدد من السنوات قضاها في تدريب الفريق إلى الخلطة المناسبة، وبدأ أمين في جني ثمار تعبه وإخلاصه في عمله، وثمار صبره على لاعبيه حتى يكتسبوا الخبرة الكافية للمنافسة على البطولات المحلية، وكانت أولى الثمار الفوز بالكأس الملكية الغالية التي خطفها من مخالب النسر الأهلاوي والتي أسعدت الجماهير البيضاء وبدأت تستعيد أنفاسها وتطرب فرحا لفريقها الذي بدأ يستعيد جزءا من مكانته بين الأندية البحرينية.
ترك أمين بعد رحيله تركة ثقيلة على من سيتحمل مسئولية الفريق من بعده، وكان الاختيار وقع على المدرب الوطني القدير أحمد صالح الدخيل إلا أنه لم يوفق مع الفريق في بداية الموسم، اضطر على إثرها إلى تقديم استقالته، وتم إسناد المهمة إلى ابن النادي خالد الحربان الذي عرف صعوبة المهمة ووافق عليها، وقاد الفريق من نجاح إلى آخر، فكانت البداية وصول الفريق الى نهائي كأس الاتحاد، ثم نهائي كأس الملك ونهائي كأس ولي العهد الذي سيلتقي فيه مع المحرق مساء اليوم.
وبكل احترام لهذا الفريق نؤكد أن عودة نجمة الحربان إلى المنافسة القوية هو مكسب كبير لكرة القدم البحرينية، لأن تعدد الفرق القادرة على المنافسة سيعطي البطولات المحلية طعما تنافسيا مثيرا، ويكفي أن نذكر أن النجمة كان يسمى في السابق فاكهة الدوري لما كان يضمه من نجوم مميزين أمثال بدر سوار وعادل سالم ويوسف حسن وجمعة هلال وفياض محمود وناصر جاسم وعلي بوشقر وغيرهم، والجيل الحالي يسير على خطوات الجيل السابق، وخصوصا أن معظم عناصره من الوجوه الشابة التي ينتظرها مستقبل باهر.
نهائي بلا شغب
يسدل الستار مساء اليوم على ثاني البطولات المحلية الكبرى وهي بطولة ولي العهد، ونتمنى أن نشاهد نهائيا مثاليا من دون تعكير وخصوصا أن هذه البطولة تحمل اسما ورمزا من رموز البلاد ويجب أن نرتقي بثقافتنا الرياضية ويجب على لاعبي وجماهير الفريقين أن يتقبلوا الخسارة لأنها جزء من كرة القدم، وأن نشاهد اليوم نهائيا جميلا من دون شغب.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1728 - الأربعاء 30 مايو 2007م الموافق 13 جمادى الأولى 1428هـ