وأنا أحاول كتابة المقال الأسبوعي تتنازعني الأفكار وخصوصا لإنشغالي الشديد بسبب حريق شب في أحد زوايا منزلنا، إذ باتت الكتابة وكأنني أغوص في بحار عميقة لأجمع أشتات الكلمات! وإذا بزيارة لصديقة عزيزة فجأة تطلب لجوءا للتبريد نظرا لانقطاع الكهرباء في بيتها واعتذرت بأن هواتفها أيضا لا تعمل الأرضية والنقال بسبب استعمالهم لشبكة الكهرباء نفسها!.
لقد عشت معها لحظات من الخزن والدهشة وهي تسرد لي مصيبتها ومعاناتها وما ترتب عليه من انقطاع التيار!
وبدأت بالقول ان الكهرباء انقطعت في الثامنة مساء، وقال المسئولون انها ستعود بعد سويعات قلائل! ولكنها غابت يومين متتاليين ما ترتب عليه من معاناة في أمور أخرى قد لا تخطر على بال أحد من غرابتها:
-1 توقفت الموتورات التي تضخ المياه إلى الحمامات فانقطعت المياه عنها! وتدريجيا انقطعت كليا عن المنزل!.
-2 توقفت الهواتف الأرضية وأيضا الموبايل لجميع الأفراد نظرا لاعتماد شركة الاتصالات على المحطة الكهربائية في المنطقة نفسها!
-3 توقفت الثلاجات وفسدت الأطعمة في المجمدات من لحوم وأسماك وأجبان... الخ.
-4 وبما أننا في أيام الامتحانات لم يتمكن الأطفال من الدراسة أو النوم وبالتالي لم يؤدوا بالكفاءة المطلوبة ما قد يتسبب برسوبهم بتلك المواد.
-5 ونحن في درجات حرارة تقارب الـ 46 درجة مئوية في عز النهار يكون من الصعب جدا العيش في البيوت الاسمنتية فتحولت هذه العائلة إلى لاجئين عند الأقارب والأصدقاء يرتجون النوم والاستحمام بشكل يثير الشفقة حقا! من المعاناة النفسية وعدم الراحة والغريب أنه حينما ذهب الزوج إلى دائرة الكهرباء في اليوم التالي قالو له ان الإصلاح قد تأخر عشر ساعات، بسبب التأكد من هو المسئول أهو المقاول أم دائرة الكهرباء، أو ربما لعدم وجود الكفاءة للإصلاح السريع!؟ وذكر أحدهم له بأنه لا توجد في بيتهم مياه لمدة 12 يوما!
وحينما عادت الكهرباء أخيرا لم تكن قوة الدفع بدرجة جيدة بحيث كان التذبذب في القوة لا يكفي إلا مكيف واحد فقط، أو تأتي وتنقطع الكهرباء فجأه مما تسبب في توقف اثنان من أجهزة التكييف بسبب ذلك واصابهم بالعطب!
انني والسيدة نشترك بالقول اننا لا نعترض إذا ما حدث خلل في الكهرباء ويحدث ذلك في كل العالم، ولكن ما يقلقنا هو عدم إخبارنا بالحقيقة أو بحجم العطب وعدد الساعات التي ستنقطع فيها الكهرباء! وعدم إعطاء الوعود الكاذبة وغير الدقيقة! كي نستعد للمدة اللازمة وعدم المعاناة في الانتظار! لقد عادت هذه السيدة إلى العصر الحجري بجدارة لا كهرباء وظلام دامس ولا ماء ولاهاتف فلماذا لا نكون صادقين ونحترم الكرامة الإنسانية وأبسطها من هذه الحقوق! وأنه من واجب الحكومة متمثلة في دائرة الكهرباء أن تعوض المواطنين عن خسائرهم المادية... بالإضافة إلى الخسائر المعنوية والتي حقيقة يصعب الكلام فيها أو تعويضها ماديا! فكيف تعوض الشعور بالحرارة الشديدة ليلا فيها أو تعويضها ماديا! فكيف تعوض الشعور بالحرارة الشديدة ليلا ونهارا...
أوعدم وجود المياه للاستحمام، أو رسوب الأولاد في الامتحانات وشحططتهم من بيت إلى آخر وهم يتلمسون أبسط الحقوق الإنسانية وخصوصا أن الجميع يدفع الفواتير بانتظام! وياويلهم إذا ما تأخروا تأتيك غرامة تدفع لاسترجاع الكهرباء أو الهاتف! وأتساءل أليس من حقنا التعويض في مثل حالات الانقطاع هذه! وحماية المستهلك!؟ أين هي!؟ هل ما زلنا نعتقد أننا في عصر الحريات وحقوق الإنسان ونتجرأ بالقول اننا نمارس الديمقراطية؟! سؤال عقيم يبحث عن إجابة!.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1728 - الأربعاء 30 مايو 2007م الموافق 13 جمادى الأولى 1428هـ